خلال العام 1884، شهدت الولايات المتحدة الأميركية انتخابات رئاسية وضعت المرشح جيمس بلين (James G. Blaine)، الذي مثّل الحزب الجمهوري، في مواجهة نظيره الديمقراطي غروفر كليفلاند (Grover Cleveland). وخلال هذه الانتخابات الخامسة والعشرين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، كانت المنافسة شديدة بين هذين المرشحين. وبسبب ذلك، لم تتمكن الصحف والاستطلاعات من تحديد هوية الرئيس الثاني والعشرين للبلاد مسبقا.
كاريكاتير ساخر يجسد فضائح المرشح بلاين
المرشحان للرئاسة
وخلال انتخابات العام 1884، اتجه الحزب الديمقراطي لترشيح غروفر كليفلاند الذي كان قد شغل في وقت سابق عددا من المناصب الهامة مثل عمدة بوفالو (Buffalo) وحاكم نيويورك الثامن والعشرين. إلى ذلك، جاء ترشيح غروفر كليفلاند ليشكل صدمة لبعض الديمقراطيين. فبتلك الفترة، واجه الأخير العديد من الفضائح التي هددت حملته الانتخابية وجعلته فريسة للإشاعات. وأثناء حملته الانتخابية، تعهد كليفلاند بمحاربة الفساد السياسي والمحسوبية.
صورة لجيمس بلين
وبفضل هذه الدعاية، جذب كليفلاند انتباه عدد من الجمهوريين، الملقبين بـ Mugwumps، الذين تشابهت أفكارهم مع أفكاره. لاحقا، اتجه هؤلاء الجمهوريون لتخطي الخطوط الحزبية معلنين دعمهم للمرشح الديمقراطي كليفلاند.
وفي الأثناء، حظي المرشح الجمهوري جيمس بلين بمسيرة سياسية حافلة حيث شغل الأخير بالسابق منصب الناطق باسم مجلس النواب وحصل بمناسبتين على منصب وزير الخارجية كما شغل أيضا منصب نائب عن ولاية ماين (Maine) بمجلس الشيوخ. وتماما ككليفلاند، واجه بلين العديد من الفضائح أثناء حملته الانتخابية. وقد جاءت أبرز هذه الفضائح منتصف شهر أكتوبر 1884 أي قبل نحو 3 أسابيع من الانتخابات.
صورة لغروفر كليفلاند
كلمات غيرت مجرى الانتخابات
وخلال الفترة الأخيرة من حملته الانتخابية، تعرضت حملة المرشح الجمهوري جيمس بلين لكارثة. فخلال اجتماع للحزب الجمهوري حضره بلين، انتقدت مجموعة من القساوسة المرشح الجمهوري وعدد من أعضاء الحزب الذين اتجهوا لمساندة كليفلاند بدلا من الوقوف وراء حزبهم. وفي الأثناء، تحدث القس صمويل بورشارد (Samuel Burchard) خلال الاجتماع قائلا "نحن كجمهوريون، لا نعتزم ترك حزبنا وخلع الملابسف بأنفسنا كمساندين للحزب الذي تعود جذوره للروم والرومانية والكاثوليكية". ومن خلال هذه الكلمة أشار صمويل بورشارد للديمقراطيين.
كاريكاتير ساخر حول احدى فضائح كليفلاند
خلال الاجتماع، لم يلاحظ الصحافيون وأعضاء الحزب الجمهوري الإهانة التي وجهت نحو الكاثوليكيين. وفي الأثناء، تفطن عدد من الديمقراطيين لذلك واتجهوا لنشر هذه الكلمات التي نطق بها صمويل بورشارد ونسبوها للحزب الجمهوري والمرشح جيمس بلين. إلى ذلك، أثرت هذه الكلمات بشكل هام على الانتخابات الرئاسية حيث اتجه الأيرلنديون والكاثوليك بنيويورك، وغيرها من المدن، للتصويت للمرشح الديمقراطي كليفلاند. ومع صدور النتائج، خسر جيمس بلين نيويورك والانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل.