مع تزايد خطورة التهديدات المحدقة به، لجأ أغنى رجل في العالم إلى تحصين نفسه خلف كتيبة من الحراس الشخصيين الذين يعملون مثل جهاز خدمة سرية مصغّر. فقد عرف عن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بأنه متفلت لا يكترث كثير للانتقادات أو التهديدات، لكنه بات مؤخرا يحصن نفسه بشكل متزايد خلف كتيبة متنامية من الحراس الشخصيين المسلحين مع ازدياد ثروته وشهرته وصراحته أيضا.
تهديدات بالقتل
ففي ما مضى كان أغنى رجل في العالم، بثروة صافية تزيد عن 240 مليار دولار، يتلقى مكالمات ورسائل غير ضارة إلى حد كبير من المعجبين المتحمسين، لكنه بات الآن يتعامل بانتظام مع الملاحقين والتهديدات بالقتل، وفقاً لوثائق الشرطة وسجلات تسلا الداخلية. ما دفعه في السنوات الأخيرة إلى توسيع أمنه الشخصي ما هو أبعد من أمن المليارديرات الآخرين.
ملايين الدولارات لحراسته
وبحسب وثائق داخلية لشركة تسلا، دفع ماسك وشركاته "تسلا" و"سبيس إكس" ملايين الدولارات سنويا لحراسه وحمايته، بما في ذلك لشركة الأمن "جافين دي بيكر آند أسوشيتس" وغيرها. لكن للسيطرة على حمايته بشكل أكبر، أطلق ماسك شركة Foundation Security، وفقا للوثائق وخبراء الأمن. ويعمل فريق الأمن الخاص به الآن مثل جهاز خدمة سرية مصغّر، حيث يحمي ماسك مثل رئيس دولة أكثر من مدير أعمال، كما قال خبراء الأمن.
محاط بالحراس الشخصيين
والآن يسافر ماسك، الذي كان محاطا سابقا بحارسين شخصيين فقط، مع ما يصل إلى 20 متخصصا في الأمن يظهرون للبحث عن طرق الهروب أو لتطهير غرفة قبل دخوله. وغالبا ما يحملون أسلحة ويرافقهم طبيب متخصص، والذي أطلق عليه فريق الأمن الخاص به الاسم الرمزي "فوييغر".
إلى ذلك قال ثلاثة أشخاص مقربون منه إن التهديدات التي تتعرض لها سلامته أدت إلى زيادة خوفه وعزلة أسلوب حياته. كما أضافوا أنه نادرا ما يكون بدون حراس شخصيين حتى عندما يذهب إلى الحمام في مقر شركته "إكس"، وفقاً لتفاصيل جاءت في دعوى قضائية رفعها موظفون سابقون في عام 2023 بشأن مكافأة نهاية الخدمة.
في موازاة ذلك كشفت شركة تسلا لأول مرة في ملفاتها هذا العام أنها دفعت 2.4 مليون دولار مقابل جزء من حماية ماسك في عام 2023. كما دفعت 500 ألف دولار في أول شهرين من عام 2024، أي أكثر من خمسة أضعاف متوسط الإنفاق كل شهرين في عام 2019، وفقا لوثائق تسلا. ومن عام 2015 إلى عام 2018، أنفق الملياردير المثير للجدل في المتوسط 145 ألف دولار شهريا على الأمن، وفقا للفواتير والإيصالات.
شركة أمنية خاصة
ففي 2016 انتقل إلى تولي عمليات الأمن الخاصة به، حيث سجل جاريد بيرشال، الذي يدير مكتب عائلة ماسك، شركة Foundation Security في كاليفورنيا. فيما أظهرت الوثائق أن الشركة بدت وكأنها مركز مقاصة لمدفوعات الأمن لماسك، حيث تدير شركة دي بيكر العمليات والتي تم حلها في فبراير 2022.
كما سجلت مؤسسة ماسك الخاصة شركة Foundation Security في تكساس، على الرغم من أنه من غير الواضح متى حدث التسجيل. ووُصفت الشركة بأنها "شركة خاصة بها موظفو أمن داخلي"، وفقا للوثائق المقدمة إلى الولاية. في حين تُدار شركة Foundation Security جزئيا بواسطة جاستن ريبليت، وهو رقيب سابق في القوات الخاصة بالجيش، والذي عمل سابقا في GDBA، وفقا للوثائق وصفحة ريبليت على "لينكد إن".
وحدة استخبارات
وأفادت شركة تسلا هذا العام لأول مرة أنها دخلت في اتفاقية مع شركة أمنية مملوكة لماسك "لتوفير خدمات أمنية تتعلق به". ولم تذكر الشركة اسما. ومن غير الواضح سبب عدم قيام تسلا بالإبلاغ عن النفقات في وقت سابق، حيث يُطلب من الشركات العامة الكشف عن معظم العلاقات التجارية مع الكيانات المملوكة لكبار المسؤولين التنفيذيين. بدورهما كشف شخصان مطلعان على الشركة أن شركة تسلا لديها عمليات أمنية خاصة بها، بما في ذلك وحدة استخبارات للتحقيقات والقدرة على تحليق طائرات بدون طيار فوق المنشآت والأحداث.
يشار إلى أن التهديدات ضد ماسك آخذة في الارتفاع. فمنذ أن افتتحت شركة تسلا مصنعها في أوستن في أوائل عام 2022، استجاب مكتب عمدة مقاطعة ترافيس لثماني حوادث "تهديد إرهابي" هناك، مع وجود حادثتين على الأقل موجهتين مباشرة إلى ماسك، وفقا للسجلات. في المقابل، استجابت الشرطة لخمسة حوادث تهديد إرهابي على مدار العقد الماضي في مصنع تسلا في فريمونت، كاليفورنيا، وفقا لسجلات الشرطة.
