خلال القرن الماضي، لعب عدد هام من المشاهير دورا كبيرا في دعم المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، حيث سجلت ظاهرة الدفع بالمشاهير لدعم الحملات الانتخابية ظهورها خلال عشرينيات القرن الماضي. فقد استعانت حملة الرئيس وارين هاردينغ (Warren G. Harding) بخدمات الكوميدي الشهير آل جولسون (Al Jolson). وبالعقود التالية، تطورت هذه الظاهرة حيث اتجه كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، للاعتماد على مشاهير من الفنانين والرياضيين والممثلين لاستقطاب الناخبين.
آل جولسون
خلال عشرينيات القرن الماضي، مثّل آل جولسون واحدا من أشهر الممثلين والكوميديين بالولايات المتحدة الأميركية. وبتلك الفترة، لم يتردد آل جونسون في الاعتراف بدعمه للمرشح الجمهوري هاردينغ بانتخابات العام 1920. إضافة للزيارات العديدة التي قام بها لمنزل هاردينغ بماريون (Marion) بأوهايو، قاد آل جونسون حملة تنقل خلالها، رفقة عدد من زملائه الممثلين، بشوارع أوهايو وأنشد أغنية ألفها لدعم هاردينغ أملا في الحصول على أصوات الناخبين. وسنة 1920، فاز هاردينغ ليصبح بذلك الرئيس التاسع والعشرين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. في الأثناء، توفي الأخير بالمنصب سنة 1923 على إثر أزمة قلبية. وبانتخابات العام 1924، اتجه الكوميدي آل جولسون لدعم المرشح كالفين كوليدج (Calvin Coolidge) الذي فاز بفارق شاسع على منافسه الديمقراطي جون ديفيس (John W. Davis).
بيب روث (Babe Ruth)
منذ بداية نشاطه الرياضي كلاعب بيسبول، أبدى بيب روث اهتماما بالسياسة. وبتوجهاته، ساند الأخير الديمقراطيين وتحدث مرارا عن الرئيس وودرو ولسن. ثم جاء أهم تحرك سياسي لبيب روث قبيل انتخابات العام 1928. فبتلك الفترة، طلب المرشح الجمهوري هيبرت هوفر التقاط صورة مع نجم البيسبول الأميركي بيب روث بملعب جريفيث (Griffith) بواشنطن. في الأثناء، رفض روث ذلك وتحدث عن مساندته للديمقراطي آل سميث (Al Smith). كما لم يكن لبيب روث تأثير كبير. فبانتخابات 1928، حقق هوفر انتصارا سهلا على منافسه سميث.
فرانك سيناترا (Frank Sinatra)
خلال الأربعينيات، أصبح جليا لجميع الأميركيين وقوف المغني والممثل فرانك سيناترا لجانب الديمقراطيين. فمنذ تلك الفترة، اتجه المغني الأميركي لمساندة فرانكلن روزفلت. كما واصل بالسنوات التالية دعم بقية المرشحين الديمقراطيين. وسنة 1960، وقف فرانك سيناترا لجانب جون كينيدي بالسباق الرئاسي. وقد قدم المغني الأميركي العديد من الحفلات والعروض بهدف جمع التبرعات لحملة كينيدي كما حوّل أغنيته الشهيرة High Hopes للنشيد الرسمي لحملة جون كينيدي. إلى ذلك، تحول فرانك سيناترا بشكل مفاجئ لجمهوري. وبحسب عدد من المحللين، غيّر المغني الأميركي موقفه بسبب علاقاته بالمافيا وتجاهل الرئيس جون كينيدي له بإحدى الحفلات عام 1962.
سامي ديفيس الابن (Sammy Davis Jr)
سنة 1960، ساند الفنان سامي ديفيس الابن حملة جون كينيدي وشارك بجمع التبرعات لصالحها. وخلال حفل التنصيب، أقصي الأخير ومنع من الحضور بسبب لون بشرته وزواجه بامرأة من البيض. وبسبب هذه الواقعة، انقلب سامي ديفيس الابن ضد الديمقراطيين ليتحول لواحد من أشرس المدافعين عن الجمهوريين. وبتجمع الناخبين الشباب ضمن مؤتمر الحزب الجمهوري سنة 1972، أدار سامي ديفيس الابن الحفل الموسيقي وعانق الرئيس ريتشارد نيكسون.
جيم براون (Jim Brown)
يلقب جيم براون بأفضل لاعب كرة القدم الأميركية بتاريخ الولايات المتحدة. وبانتخابات العام 1968، استغل جيم براون هذا الأمر لدعم المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون. إلى ذلك، ساند براون المرشح الجمهوري نيكسون بسبب الوعود التي قدمها الأخير حول برامج فيدرالية لدعم حقوق ذوي الأصول الإفريقية. وقبل وفاته سنة 2023، كان جيم براون قد أعلن تأييده للمرشح دونالد ترامب.
ننن