قبيل دخولها الحرب العالمية الثانية عقب هجوم بيرل هاربر الذي أودى بحياة ما يزيد عن ألفي بحار، عاشت الولايات المتحدة الأميركية عام 1940 على وقع انتخابات رئاسية تنافس خلالها المرشح الديمقراطي فرانكلن روزفلت ونظيره الجمهوري ويندل ويلكي (Wendell Willkie). وعلى الرغم من الحملة الشرسة التي شنها الطرفان ضد بعضهما البعض أمام وسائل الإعلام، إلا أنهما تمكنا من التحالف خلال الأشهر التي سبقت الهجوم.
خلاف قبل الانتخابات
بشكل غير مسبوق بالتاريخ الأميركي، ترشح فرانكلن روزفلت عام 1940 لولاية رئاسية ثالثة مثيرا بذلك قلق عدد من السياسيين الأميركيين. فبعد فوزه بانتخابات العام 1932 وانتخابات العام 1936، كسب الأخير ترشيح الحزب الديمقراطي للمشاركة بانتخابات سنة 1940.
فاستغل المرشح الجمهوري ويندل ويلكي الأمر ليشن حملة شرسة ضد فرانكلن روزفلت ويصفه بالدكتاتور والرجل الخطير على الديمقراطية الأميركية. تزامناً مع ذلك، حذّر ويلكي الناخبين الأميركيين من مغبة التصويت لروزفلت، مؤكدا أنهم سيخدمون في ظل حكومة شمولية طيلة السنوات التالية. رداً عليه، دافع الديمقراطيون عن فرانكلن روزفلت وعددوا خصاله وإنجازاته بفترة أزمة الثلاثينيات والكساد ووصفوا ويندل ويلكي بالثرثار الذي يفتقر للمؤهلات الكافية لإدارة شؤون البلاد. واتجه فرانكلن روزفلت خلال فترة حساسة من التاريخ الأميركي تزامنت مع اقتراب شبح الحرب العالمية الثانية من البلاد، وعقب نجاحه بانتخابات العام 1940 وفوزه بولاية ثالثة، لاتخاذ قرار غريب أملا في الحفاظ على وحدة الصف الأميركي، فاجتمع بمنافسه بالانتخابات ويلكي. وفي تصريحاته لعدد من أفراد حكومته، تحدث روزفلت عن رغبته في منح ويندل ويلكي منصبا بالحكومة.
تحالف ما بعد الانتخابات
كما وعد روزفلت عام 1940 الأميركيين بإبقاء بلادهم بعيدة عن الحرب العالمية. في الأثناء، استغل ويلكي الأمر وأكد للناخبين أن روزفلت سيجر الولايات المتحدة الأميركية نحو الصراع بأوروبا. وخلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1940، راسل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت طالبا منه مد يد العون لبلاده ومساعدتها بالعتاد لمواجهة الألمان. وأمام هذا الوضع، أرسل فرانكلن روزفلت منافسه السابق ويندل ويلكي لبريطانيا لتقديم رسالة خاصة لتشرشل والتشاور معه.
مع عودته للولايات المتحدة الأميركية، دافع ويلكي بشراسة عن قانون الإعارة والتأجير الذي اقترحه فرانكلن روزفلت لدعم الدول الصديقة بالحرب العالمية الثانية. بالتزامن مع ذلك، توجه الأخير نحو الكونغرس لإقناع النواب بالتصويت لصالح هذا القانون. وبتلك الفترة، انتقد عدد من النواب ويلكي وذكروه بحديثه حول جر البلاد نحو الحرب بأوروبا. بدوره أكد ويلكي أن الرئيس الحالي هو روزفلت وليس ويلكي.
لاحقا، مرر الكونغرس قانون الإعارة والتأجير الذي سمح بإرسال كميات هائلة من المساعدات لبريطانيا وقوات فرنسا الحرة والاتحاد السوفيتي والصين. يذكر أنه سنة 1944، فشل ويلكي في كسب ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لصالح منافسه توماس ديوي (Thomas Dewey). وبعدها ببضعة أشهر، توفي ويلكي بحلول تشرين الأول/أكتوبر 1944 عن عمر ناهز 52 سنة عقب معاناته من أزمة قلبية.
نن