خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 1908، حقق المرشح الجمهوري وليام هوارد تافت (William Howard Taft) انتصارا سهلا على منافسه الديمقراطي وليام جينينغ براين (William Jennings Bryan) بعد حصوله على 321 صوتا بالمجمع الانتخابي. وفي السنة الأولى من فترته الرئاسية، كان الرئيس الأميركي وليام هوارد تافت على موعد مع أولى محاولات اغتياله التي تزامنت مع لقاء جمعه بنظيره المكسيكي، المنتمي للحزب الليبرالي، الجنرال بورفيريو دياز (Porfirio Díaz).
تنظيم اللقاء بين الرئيسين
فقد اتفق تافت خلال العام 1909، مع نظيره المكسيكي بورفيريو دياز على عقد لقاء عند منطقتي إل باسو (El Paso)، التابعة لولاية تكساس، وسيوداد خواريز (Ciudad Juárez) الموجودة بالمكسيك والواقعة قبالة إل باسو الأميركية ضمن المناطق الإدارية لولاية تشيواوا (Chihuahua) المكسيكية.
وجاء هذا اللقاء ليمثل حدثا تاريخيا حيث صنف كأول لقاء بين رئيسين أميركي ومكسيكي. فضلا عن ذلك، مثلت هذه الزيارة أول مرة بالتاريخ يعبر خلالها رئيس أميركي الحدود الجنوبية نحو المكسيك. من جهة ثانية، عقد هذا اللقاء بين الرئيسين بسبب وجود أهداف مشتركة بين الطرفين. فبهذا اللقاء، حاول الرئيس المكسيكي بورفيريو دياز كسب دعم الأميركيين، لزيادة شعبيته، أثناء ترشحه لفترة رئاسية ثامنة. وفي المقابل، احتاج وليام هوارد تافت للقاء نظيره المكسيكي لضمان حماية مليارات الدولارات التي استثمرها الأميركيون بالمكسيك طيلة السنوات الفارطة.
ولضمان سير اللقاء بشكل جيد، اتفق كل من تافت ودياز على تصنيف شريط شاميزال (Chamizal strip) المتنازع عليه بين البلدين، والرابط بين إل باسو وسيوداد خواريز، منطقة محايدة وعدم رفع أي علم بها. وبسبب عودة الخلاف حول هذه المنطقة الحدودية للواجهة مجددا، اتفق الأميركيون والمكسيكيون على تشديد الإجراءات الأمنية أثناء لقاء الرئيسين خوفا من وجود مخطط عملية اغتيال.
محاولة اغتيال فاشلة
ولتأمين اللقاء بين تافت ودياز، استدعت الولايات المتحدة الأميركية فرقة تكساس رانجرز (Texas Rangers) إضافة لعدد هام من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي وخدمة المارشالات الأميركية كما حشدت في الآن ذاته واشنطن ومكسيكو سيتي حوالي 4 آلاف عنصر من الجيش لمراقبة سير اللقاء والسهر على أمن الرئيسين. أيضا، اتجه أحد الأصدقاء المقربين من تافت لاستدعاء 250 فردا من الأمن الخاص، بقيادة الكشاف فريدريك روسل بورنهام (Frederick Russell Burnham)، لحماية الرئيس الأميركي. باللحظات الأخيرة يوم اللقاء بين تافت ودياز والموافق ليوم 16 تشرين الأول/أكتوبر 1909، تمكنت قوات الأمن الخاص من إحباط محاولة اغتيال كادت أن تودي بحياة الرئيسين.
واكتشف فريدريك روسل بورنهام وزميله بالأمن الخاص وجود رجل يدعى يوليوس بيرجرسون (Julius Bergerson)، يبلغ من العمر 52 سنة وينحدر من مينيسوتا، وهو بصدد إطلاق النار من مسدس صغير، كان بحوزته، تجاه تافت ودياز اللذين تواجدا على بعد متر واحد منه أمام مقر الغرفة الاقتصادية بإل باسو. على الفور، تمكن رجلا الأمن من تثبيت يوليوس بيرجرسون أرضا وانتزاع المسدس منه لينجو بذلك الرئيسان الأميركي والمكسيكي من الموت.