خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1860، كانت الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع انتخابات تاريخية حددت مستقبل البلاد. ففي هذه الانتخابات، واجه المرشح الجمهوري أبراهام لينكولن نظيره الديمقراطي الجنوبي جون بريكنريدج (John C. Breckinridge) بفترة تميزت بانقسام البلاد، والحزب الديمقراطي معها، حول مسألة العبودية التي أثارت الفرقة في صفوف الأميركيين منذ الاستقلال.
وفي انتخابات العام 1860، حقق أبراهام لينكولن فوزا سهلا، بعد أن صوت له ما يزيد عن 1.8 مليون أميركي، حاصدا بذلك 180 صوتا بالمجمع الانتخابي. وقد جاء فوز لينكولن، ذي التوجهات المعادية للعبودية، بالانتخابات الرئاسية ليمهد الطريق أمام انقسام البلاد بين مؤيدي ومعارضي العبودية ويساهم بذلك في اندلاع الحرب الأهلية التي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 600 ألف أميركي.
مؤامرة بالتيمور
بعد فترة وجيزة من انتخاب أبراهام لينكولن رئيسا، تحدث أغلبية أعضاء الكونغرس الأميركي عن حتمية انفصال الولايات الجنوبية، التي اعتمد اقتصادها على العبودية، وخروجها عن الاتحاد. وأمام هذا الوضع، رجّح كثيرون تعرض الرئيس أبراهام لينكولن لمحاولة اغتيال على يد الكونفدراليين. وبسبب ذلك، اتجه المسؤولون الأميركيون لتشديد الرقابة الأمنية حول لينكولن تزامنا مع وضعهم لخطط لإجهاض عدد من المؤامرات التي قد تحاك ضد الرئيس. يوم 11 شباط/فبراير 1861، انطلق أبراهام لينكولن في جولة على متن القطار من مدينة سبرينغفيلد (Springfield) بولاية إلنوي. وبتلك الفترة، كان من المقرر أن يتنقل الرئيس الأميركي المنتخب حول 70 مدينة قبل أن يقدم خطابه الافتتاحي بواشنطن. أثناء هذه الرحلة، تحدث عدد من المحققين، على رأسهم ألان بينكرتون (Allan Pinkerton)، عن وجود مؤامرة ببالتيمور لإنهاء حياة لينكولن.
وقد برزت أغلب خطط مؤامرات الاغتيال ببالتيمور عقب تحقيقات أجريت مع حلاق يدعى سيبريانو فيرانديني (Cypriano Ferrandini) عرف بعلاقاته مع عدد من الجنوبيين المتعصبين. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة دامغة حول محاولة الاغتيال، اتخذ أبراهام لينكولن، بعد أن أخذ هذه التهديدات على محمل الجد، قرارا بعدم الظهور ببالتيمور ليمر بذلك سريعا منها ويغادرها ما بين يومي 22 و23 شباط/فبراير 1861 متخليا بذلك عن الجماهير التي استعدت لاستقباله وسماعه. وبالفترة التالية، انتقد لينكولن بشكل لاذع من قبل الصحفيين وسكان بالتيمور الذين اتهموهم بالجبن.
رصاصة على بعد 10 سنتيمترات من الرأس
في خضم الحرب الأهلية الأميركية، تعرض الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن خلال شهر آب/أغسطس 1864 لإطلاق نار من قبل قناص مجهول أثناء تنقله ليلا بشكل منفرد بالقرب من البيت الأبيض. وبتلك الفترة، نجا لينكولن من الموت بأعجوبة حيث اخترقت الرصاصة قبعته الطويلة ومرت على بعد نحو 10 سنتيمترات من رأسه.
من جهة ثانية، شهد الجندي جون نيكولز (John W. Nichols)، المنتمي لفوج المتطوعين 150 بنسلفانيا، على الحادثة حيث أكد الأخير سماعه لإطلاق النار ومشاهدته للرئيس وهو يركض تجاهه. لاحقا، روى أبراهام لينكولن أطوار الحادثة لصديقه وارد لامون (Ward Lamon) وطلب منه عدم الإفصاح عن مجريات الحادثة بهذه الفترة الصعبة من التاريخ الأميركي.