على مر تاريخها، شهدت الولايات المتحدة الأميركية ظهور العديد من الأحزاب السياسية التي هيمنت لسنوات على المشهد السياسي بالبلاد. إضافة للحزبين الجمهوري والديمقراطي حاليا، شهدت الولايات المتحدة ظهور الحزب الفيدرالي الذي انحل سنة 1824 وحزب اليمين الذي انتهى وجوده سنة 1860 والحزب الجمهوري-الديمقراطي الذي انحل بدوره سنة 1825. وإلى جانب هذه الأحزاب الكبرى، عرفت الولايات المتحدة الأميركية ظهور أحزاب أخرى لم تتمكن من فرض وجودها سياسيا بالبلاد.
صورة تعبيرية للحملة الانتخابية لحزب التربة الحرة
حزب التربة الحرة (Free Soil Party)
سجل حزب التربة الحرة ظهوره عام 1848. وعلى الرغم من اسمه الذي قد يبدو غريبا، طالب حزب التربة الحرة بإلغاء العبودية بالمناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة الأميركية. وبتلك الفترة، لم يتمكن العبيد من ضمان حريتهم بشكل تام في حال انتقالهم للولايات الأميركية الجديدة التي انتزعت من المكسيك ككاليفورنيا ونيومكسيكو وأريزونا.
وعلى الرغم من فشله في تمرير أي قانون حول مسألة العبودية، اتجه حزب التربة الحرة سنة 1848 لترشيح الرئيس السابق مارتن فان بورين (Martin Van Buren) بانتخابات العام 1848. وبحلول العام 1854، تم حل هذا الحزب بسبب فشله السياسي وتزايد الخلافات داخله.
صورة لسايمون غولد
حزب التعديل (Readjuster Party)
بعد فترة الحرب الأهلية الأميركية، عانت ولاية فرجينيا من ارتفاع هائل بمستوى الدين وأصبحت مهددة بالإفلاس. ولخفض الديون وإعادة الولاية لموقعها، شهدت فرجينيا سنة 1879 ظهور حزب التعديل الذي تشكل لهذا الغرض الوحيد.
وبفترة وجيزة، نجح هذا الحزب في التنصل من نحو ثلث ديون الحرب وأجرى إصلاحات ضريبية أملا في تجميع ما تبقى من المبالغ اللازمة لسداد الديون. بحلول العام 1883، شهدت ولاية فرجينيا تغييرات سياسية أدت لخسارة حزب التعديل لمقاعده بالولاية وحلّه بشكل نهائي.
صورة لأحد اجتماعات حزب التعديل
الحزب الفضي (Silver Party)
منذ ضمها للولايات المتحدة الأميركية، أصبحت ولاية نيفادا رائدة بمجال إنتاج الفضة بفضل مناجمها الغنية بهذا المعدن. وبشكل سريع، تحولت الفضة لحجر الأساس باقتصاد الولاية. وتدريجيا، ارتفعت بنيفادا الأصوات التي طالبت بوضع معيار وطني للفضة.
وأمام هذا الوضع، ظهر سنة 1892 حزب الفضة الذي عارض النظام النقدي الوطني القائم على الذهب والعملة الورقية غير المدعومة. وبالسنوات التالية، انتخبت نيفادا العديد من مثلي هذا الحزب بالكونجرس. ومع تراجع تعدين الذهب بالولاية، تعثر الحزب الفضي وانهار سنة 1911.
صورة لشعار الحزب الجمهوري الديمقراطي
الحزب النباتي الأميركي
تأسس الحزب النباتي الأميركي سنة 1947 على يد سايمون غولد (Symon Gould) الذي كان محررا بمجلة النباتي الأميركي. إلى ذلك، دافع هذا الحزب على أسلوب الحياة النباتي وعقد أربعة مؤتمرات وطنية دون أن يتمكن من الترشح للانتخابات طيلة سنوات عديدة. وعلى الرغم من تصنيفه كمرشح الحزب لانتخابات العام 1960، حاول سايمون غولد المنافسة على مقعد بمجلس الشيوخ سنة 1962. مع وفاة سايمون غولد سنة 1963. انهار الحزب النباتي الأميركي وانتهى وجوده بشكل رسمي.
الحزب المناهض للماسونية
ظهر هذا الحزب الأميركي سنة 1828 على يد العديد من أصحاب نظرية المؤامرة. وقد تحدث هذا الحزب حينها عن تنفيذ الماسونيين لاغتيالات بالبلاد واتجهوا للتحدث عن نظريات لتفكيك المجتمع الماسوني بالبلاد. بحلول العام 1840، فقد هذا الحزب بريقه تزامنا مع رفض كثيرين لأفكاره وتوجهاته حول المؤامرات لينهار بذلك ويتفكك بشكل سريع.