بالقرن الماضي، تميزت عائلة كينيدي بمشاركتها الكثيفة بالحياة السياسية الأميركية ضمن الحزب الديمقراطي، حيث جاءت العديد من الأحداث لتضع حدا لطموحات أفراد هذه العائلة. ففي عام 1963، انتهت مسيرة جون كينيدي، بعد مضي حوالي عامين وعشرة أشهر عن استلامه للرئاسة، عقب حادثة اغتياله بدلاس (Dallas).
صورة للسيارة عقب الحادث
بعدها، اغتيل شقيقه روبرت كينيدي الذي كان قريبا من الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات العام 1968، بنفس العام. وعقب سنوات، تلقت المسيرة السياسية لإدوارد مور كينيدي (Edward Moore Kennedy)، المعروف أيضا بتيد كينيدي (Ted Kennedy)، صفعة حرمته من بلوغ البيت الأبيض عقب حادثة شاباكيديك (Chappaquiddick) التي راحت ضحيتها المواطنة الأميركية، والمسؤولة المقربة من عائلة كينيدي، ماري جو كوبيشني (Mary Jo Kopechne).
صورة للإخوة كينيدي
مقتل ماري جو كوبيشني
إلى ذلك، حصلت ماري جو كوبيشني، المولودة عام 1940، على شهادة جامعية بمجال الاقتصاد واتجهت بادئ الأمر للعمل بمجال التدريس قبل أن تكرس حياتها للسياسة وتتجه عقب اغتيال روبرت كينيدي، لتنظيم الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي.
ثم في حفل أقيم يوم 18 تموز/يوليو 1969 بلاورنس كوتيج (Lawrence Cottage) بجزيرة شاباكيديك التابعة لولاية ماساشوستس، اصطحب تيد كينيدي، ما بين الساعة الحادية عشرة والواحدة ليلا، ماري جو كوبيشني على متن سيارته لنقلها نحو إقامتها. وبسبب الظلام، خرجت سيارة تيد كينيدي عن الطريق فوق أحد الجسور الخشبية قبل أن تنقلب وتقع في بركة مياه. ومع خروجه من السيارة سالما، حاول تيد كينيدي مساعدة ماري جو كوبيشني التي كانت قد نسيت حقيبتها اليدوية ومفاتيح غرفتها بلاورنس كوتيج. وبدل الاتصال بفرق الإنقاذ، اتجه تيد كينيدي للعودة نحو لاورنس كوتيج لطلب المساعدة من صديقين كانا قد تواجدا بالحفل. ومع وصولهم إلى عين المكان، لم يقم أي من الحاضرين، من ضمنهم تيد كينيدي، بالاتصال بالشرطة. فضلا عن ذلك، اندلعت مشادة كلامية بين كينيدي ورفيقيه.
صورة لتيد كينيدي
وفي حدود الساعة الثامنة وعشرين دقيقة صباحا، اكتشف عدد من المارة السيارة المحطمة بالبركة واتجهوا لإبلاغ رجال الأمن الذين تمكنوا فيما بعد من انتشال جثة ماري جو كوبيشني. عقب تحقيق أجري من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، أشارت جميع البيانات لتواجد تيد كينيدي خلف عجلة القيادة لحظة وقوع الحادثة. بسبب ذلك، شهدت الولايات المتحدة الأميركية فضيحة تورط بها تيد كينيدي الذي كان حينها أبرز مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة سنة 1972.
صورة لماري جو كوبيشني
انسحاب من السباق الرئاسي
إلى ذلك، أثارت حادثة شاباكيديك حالة من الغضب في صفوف الأميركيين حيث اتهم تيد كينيدي بالتسبب في وفاة ماري جو كوبيشني بسبب عدم اتصاله برجال الشرطة وفرق الإنقاذ. فضلا عن ذلك، أكدت مصادر طبية أن عملية إنقاذ حياة ماري جو كوبيشني كانت ممكنة في حال وصول فرق الإنقاذ بالساعات الأولى التي تلت الحادث.
تيد كينيدي رفقة الرئيس الأميركي ريغن
من جهة ثانية، سجلت الولايات المتحدة الأميركية ظهور العديد من الإشاعات حول الحادث، حيث اتهم كثيرون تيد كينيدي بالاعتداء حميميا على ماري جو كوبيشني بينما تحدث آخرون عن تواجد كينيدي تحت تأثير الكحول أثناء قيادته للسيارة. إلا أن تيد كينيدي نفى بشدة هذه التهم التي جاءت لتؤثر على موقعه السياسي. لاحقا، نال تيد كينيدي حكما بالسجن لمدة شهرين، مع وقف التنفيذ، بسبب الإهمال والتسبب في وفاة مواطنة أميركية. وعقب هذه الفضيحة التي هزت الولايات المتحدة الأميركية، اتجه تيد كينيدي للابتعاد عن السباق الرئاسي للعام 1972 والذي انتهى حينها باكتساح المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون للمجمع الانتخابي وفوزه بالرئاسة.
