"الأعاصير خطيرة للغاية، لكنها مهمة أيضًا"، هذا ما قاله المصور السلوفاكي، أليس تفيردي، عن أحد أعماله الفوتوغرافية، التي تحمل عنوان "Death Pool"، أي "بركة الموت". قضى تفيردي حوالي 7 سنوات من حياته في تايوان، التي كانت بمثابة "قاعدة" لجميع رحلات سفره. وخلال فترة تواجده هناك، رصدت عدسة كاميرته مشاهد مؤلمة لأزمة الجفاف التي شهدتها البلاد.
وكان يُوجد برك مياه صغيرة حول مدينة تاينان، يتردّد إليها الصيّادون المحليّون من وقت لآخر. ولكن، أوضح المصور السلوفاكي أن الطقس الجاف، قد تسبب فيما يلي:
- تسرّب مياه المحيط المالحة لبرك المياه العذبة القريبة.
- حدوث تغيّرات كيميائية في مياه البرك العذبة.
- تبخر مياه البرك العذبة ببطء وصولًا إلى مرحلة الجفاف، ما تسبب ببقع ملحية.
وتابع تفيردي: "كان الأمر بمثابة فخ لجميع الحيوانات التي تعيش هناك.. كلّ ما كان على قيد الحياة قد مات في غضون أيام قليلة". وهنا تكمن أهمية الأعاصير الجوية، التي تجلب معها كمية هائلة من المياه العذبة. وعلى سبيل المثال، أظهرت بيانات من وزارة الموارد المائية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن بحيرة "أوروفيل"، التي كانت مثالًا صارخًا على آثار الجفاف الذي شهدته الولاية على مدى سنوات، قد انتعشت مجددًا في العام 2023. ويعود ذلك بشكل أساسي إلى مجموعة من العواصف التي اجتاحت المنطقة آنذاك. وقال مسؤولون حينها إن هذا التحسّن مطلوب وبشدة، بعد أن وصلت مياه البحيرة لمستويات منخفضة للغاية خلال السنوات القليلة الماضية.
الجفاف وآثاره
أوضح الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"منظمة الصحة العالمية" أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغيّر المناخ يجعل المناطق الجافة أصلًا أكثر جفافًا ورطوبة. وبالتالي، تتبخر المياه بسرعة أكبر، ما يزيد من خطر الجفاف، أو إطالة فترة هذه الظاهرة. ويُلحِق الجفاف أضرارًا بما يُقدر بنحو 55 مليون نسمة في العالم كل عام، وهو الأشد خطراً على الماشية والمحاصيل في كلّ جزء من العالم تقريباً.
ويُهدد الجفاف سبل عيش الناس، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض والوفيات، ويعزز الهجرة الجماعية. وأضاف الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"منظمة الصحة العالمية" أن شحّ المياه يؤثر على 40% من سكان العالم. وهناك 700 مليون شخص سيتعرضون لخطر النزوح نتيجة الجفاف بحلول عام 2030.
وأوضح تفيردي بعد نشره سلسلته الفوتوغرافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بدت الصور كأنها من عالم آخر أن "هذه البرك تقع في ريف تايوان، ولا يسافر الناس عادة إليها.. ولكن قام الكثيرون بزيارتها عندما نشرت الصور الأوّلية عبر الإنترنت". ويحاول المصور السلوفاكي إظهار تأثير السلوك البشري على الطبيعة منذ سنوات طويلة، حيث سلّط الضوء على هذه البركة كمثال واحد من الواقع المؤلم الذي نعيش فيه، سعيًا لإحداث تغيير.