في ظل أجواء متوترة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أواخر الشهر المقبل خطابا أمام جلسة مشتركة للكونغرس. ووجه قادة الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي دعوة إلى نتانياهو الشهر الماضي لإلقاء خطاب أمام المؤسسة التشريعية الأمريكية. ورغم أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أكد أنه على خلافات "عميقة" مع نتنياهو، لكنه شارك في توقيع الدعوة الموجهة إليه.
يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا أمام الكونغرس الأمريكي في 24 من الشهر المقبل، بعد أن تلقى قبل حوالي أسبوعين دعوة رسمية من قادة المؤسسة التشريعية الأمريكية لإلقاء الخطاب. وأعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في بيان مساء الخميس تاريخ خطاب نتنياهو. ويهيمن التوتر حاليا على علاقة رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأمريكي بسبب خلافات حول طريقة اسرائيل في حرب غزة، سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين وشن عملية برية كبيرة محتملة في رفح.
وتأتي زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة وسط ضغوط متزايدة تتعرض لها تل أبيب للتوصل لاتفاق ينهي الحرب الدائرة في غزة منذ ثمانية أشهر. وسببت الحرب عزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل نتيجة حصيلة ضحاياها المرتفعة من المدنيين. ويواجه نتانياهو انتقادات شديدة بسبب أعداد القتلى المدنيين، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوتر مع إدارة الرئيس بايدن.
وعرض بايدن الأسبوع الماضي ما قال إنها خطة إسرائيلية لإنهاء الحرب الدامية في غزة على ثلاث مراحل، تتضمن وقفا لإطلاق النار وتحرير جميع الرهائن وإعادة إعمار القطاع الفلسطيني المدمر. وأكد مكتب نتانياهو أن الحرب التي أشعلها هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر ستتواصل حتى يتم تحقيق جميع "أهداف" إسرائيل، بما في ذلك تدمير قدرات حماس العسكرية.
وكان قادة الكونغرس قد وجهوا دعوة إلى نتنياهو جاء فيها "إننا ننضم إلى دولة إسرائيل في كفاحكم ضد الإرهاب، وبخاصة أن حماس تواصل احتجاز مواطنين أمريكيين وإسرائيليين رهائن، وقادتها يعرضون الاستقرار الإقليمي للخطر". ومن المرجح أن تؤدي تلبية نتانياهو لهذه الدعوة إلى إحراج زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي كان قد دعا في آذار/مارس إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل لانتخاب خلف لنتنياهو.
والدعوة التي وجهها شومر، أعلى سياسي أمريكي يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، هي الأشد بحق اسرائيل حتى الآن من جانب مسؤول أمريكي كبير، منذ اندلاع الحرب في غزة. وأتت دعوة شومر يومها في خضم ضغوط متزايدة من إدارة بايدن على نتانياهو لتقليل عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون في غزة، والسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر والمهدد بمجاعة.
ورغم أن شومر وقع الدعوة الموجهة إلى نتانياهو، إلا أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لن تكون موضع ترحيب من قبل شخصيات عدة من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، والسيناتور المستقل بيرني ساندرز الذي وصف نتنياهو بأنه "مجرم حرب"، وأكد أنه لن يحضر الخطاب.