مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عاد الدوري الإيطالي للنشاط مجددا وسط مخلفات الحرب التي أسفرت حينها عن مقتل حوالي نصف مليون شخص من سكان هذا البلد.وبهذه الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، برز نادي تورينو (Torino)، الموجود بمدينة تورينو، على الساحة الإيطالية. وخلال عام 1949، هيمن هذا النادي على الدوري الإيطالي وتميز بوجود عدد من نجوم الكرة الإيطالية الذين شكلوا قائمة المنتخب الإيطالي. إلى ذلك، عرف نادي تورينو انتكاسة عام 1949 عقب حادثة طائرة. بذلك العام، توفي جميع لاعبي هذا الفريق بكارثة سوبيرغا (Superga) الجوية التي أودت بحياة 31 راكبا.
حادثة سوبيرغا
خلال شهر أيار/مايو سنة 1949، تنقل فريق تورينو الإيطالي نحو البرتغال لإجراء مقابلة ودية ضد فريق بنفيكا (Benfica) لتكريم قائد المنتخب البرتغالي فرانسيسكو فيريرا (Francisco Ferreira). وبهذه المقابلة التي أجريت يوم 3 أيار/مايو 1949، انهزم الفريق الإيطالي بنتيجة 4 أهداف مقابل 3. وباليوم التالي، ركب لاعبو فريق تورينو طائرة من نوع فيات ج 212 (Fiat G.212) للعودة لإيطاليا.
في حدود الساعة التاسعة وأربعين دقيقة صباحا، أقلعت طائرة الفريق الإيطالي من مطار لشبونة قبل أن تنزل في حدود الساعة الثالثة عشرة بمطار برشلونة للتزود بالوقود. ومع حلول الساعة الرابعة عشرة وخمسين دقيقة، أقلعت الطائرة مجددا باتجاه مطار مدينة تورينو. وحسب الطريق الذي حدد مسبقا، كان من المقرر أن تمر الطائرة الإيطالية فوق مدن تولون ونيس وألبينغا وسافونا قبل أن تنزل بتورينو عاصمة إقليم البيدمونت (Piedmont).
على بعد 14 كلم من موقع المطار، استعد قائد الطائرة، وهو على ارتفاع 305 أمتار فوق سطح البحر، للهبوط. وكان قد تلقى في وقت سابق تحذيرا من برج المراقبة بالمطار حول سوء الأحوال الجوية بالمنطقة. وفي حدود الساعة السابعة عشرة وثلاث دقائق، أجرى قائد الطائرة مناورة بسيطة استعدادا للهبوط. وبسبب سوء الأحوال الجوية وسوء تقدير الموقع، ارتطمت طائرة فريق تورينو بأحد جدران كنيسة سوبيرغا، التي شيدت خلال القرن الثامن عشر، وتقع على هضبة سوبيرغا.
مقتل لاعبي الفريق الإيطالي
أسفرت هذه الكارثة عن مقتل جميع راكبي الطائرة المقدر عددهم بواحد وثلاثين شخصا. وقد تواجد ضمن الضحايا حينها مدير النادي إرنيستو إربشتاين (Ernesto Erbstein) والمدرب ليسلي ليافسلاي (Leslie Lievesley)، إضافة لعدد من مساعديه، وثلاثة صحافيين وطاقم الطائرة، المتكون من أربعة أفراد، إضافة لجميع لاعبي تورينو الذين تنقلوا نحو لشبونة. وبتلك الفترة، كانت أغلبية اللاعبين القتلى ضمن صفوف المنتخب الإيطالي الذي استعد بدوره لخوض غمار كأس العالم 1950 بالبرازيل.
حسب التحقيقات التي أجريت حينها، رجح عدد من المحققين وجود خلل بالطائرة تسبب في فقدان قائد الطائرة للسيطرة عليها تزامنا مع هبوب رياح شديدة. وفي الأثناء، تحدث البعض عن خطأ ارتكبه، دون قصد، قائد الطائرة الذي عجز عن تحديد موقع هضبة سوبيرغا. عقب هذه الكارثة، وافقت اللجنة الأولمبية الوطنية الإيطالية، بعد استشارتها لبقية الأندية، على منح فريق تورينو بشكل شرفي لقب الدوري الإيطالي للموسم الممتد بين عامي 1948 و1949 قبل أربع جولات من نهايته. وبالموسم التالي، فقد فريق تورينو القدرة على المنافسة في الدوري الإيطالي وحل سادسا.
نن