مسلسلات رمضان 2024
تخيّل.. في هذه المنطقة أضاعت إسبانيا 200 طن من الذهب
25/05/2024

عقب وفاة ملك إسبانيا تشارلز الثاني في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1700، غاصت أوروبا بأهوال حرب الخلافة الإسبانية. وبسبب عدم امتلاك تشارلز الثاني لوريث عرش، تنازعت القوى الأوروبية على عرش إسبانيا. فقد وجدت فرنسا نفسها بهذه الحرب وجها لوجه ضد عدد من القوى الأوروبية كبريطانيا وهولندا وأرشيدوقية النمسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة.

تخيّل.. في هذه المنطقة أضاعت إسبانيا 200 طن من الذهب صورة رقم 1

وبهذه الحرب التي استمرت لعام 1714، تمكنت فرنسا، أثناء فترة لويس الرابع عشر، من وضع فيليب الخامس (Philip V) على عرش إسبانيا. إضافة لذلك، شهدت هذه الحرب حدثا هاما أثّر على الخزينة الإسبانية. فعام 1708، خسرت إسبانيا بعرض المحيط الأطلسي غليون، سفينة شراعية كبيرة مخصصة لنقل البضائع، محملا بنحو 200 طن من الذهب والفضة.

تخيّل.. في هذه المنطقة أضاعت إسبانيا 200 طن من الذهب صورة رقم 2

مشاركة شان جوزيه بحرب الخلافة الإسبانية
وبنيت سفينة سان جوزيه (San José) الإسبانية حسب مواصفات فرانسيسكو أنطونيو غاروتي (Francisco Antonio Garrote) بحوض بناء السفن مابيل (Mapil) الواقع قرب سان سيباستيان (San Sebastián) بمناطق الباسك الإسبانية. في الأثناء، وقّع عقد بناء هذه السفينة من قبل التاج الإسباني سنة 1696 لتبدأ بذلك أشغال البناء بالعام التالي وتنتهي بحلول 1698. خلال العام 1702، شاركت السفينة سان جوزيه بعملية الدفاع عن قادش الإسبانية ضد هجوم شنته السفن الإنجليزية بقيادة الأميرال جورج روك (George Rooke).

تخيّل.. في هذه المنطقة أضاعت إسبانيا 200 طن من الذهب صورة رقم 3

وسنة 1706، تواجدت سان جوزيه ضمن الأسطول الإسباني الذي شارك بمحاولة استرجاع جبل طارق التي سيطر عليها الإنجليز منذ العام 1704. خلال الفترة التالية من حرب الخلافة الإسبانية، كلفت السفينة سان جوزيه بالمشاركة بعمليات نقل المعادن الثمينة من المستعمرات الإسبانية بالقارة الأميركية نحو إسبانيا. وبسبب ذلك، ضمت هذه السفينة لأسطول الكنز الإسباني، أو كما يعرف أيضا بأسطول جزر الهند الغربية.

تخيّل.. في هذه المنطقة أضاعت إسبانيا 200 طن من الذهب صورة رقم 4

غرق 200 طن من الذهب والفضة
بقيادة الجنرال جوزيه فرنانديز دي سانتيان (José Fernandez de Santillan)، تواجدت السفينة سان جوزيه خلال أيار/مايو 1708 ضمن أسطول تكون من 17 سفينة أبحرت من بورتوبيلو (Portobelo)، ببنما الحالية، باتجاه إسبانيا. وبتلك الفترة، حملت هذه السفينة، التي اعتمدت كسفينة قيادة للأسطول، ما قدره 200 طنا من الذهب والفضة. على رغم تلقيه لتحذيرات بوجود سفن إنجليزية بمياه قرطاجنة (Cartagena)، بكولومبيا الحالية، قرر الجنرال الإسباني دي سانتيان تنفيذ المهمة والتوجه لإسبانيا متحدثا عن تعدد الطرق البحرية وقلة حظوظ لقائه ومواجهته للأسطول الإنجليزي. ويوم 7 حزيران/يونيو 1708، تواجدت السفن الإسبانية على بعد عشرات الكيلومترات من قرطاجنة. وهنالك، قرر الجنرال دي سانتيان التوقف لوهلة في انتظار تحسن الحالة الجوية.

تخيّل.. في هذه المنطقة أضاعت إسبانيا 200 طن من الذهب صورة رقم 5

باليوم التالي، دخلت السفن الإسبانية في مواجهة مع سفن إنجليزية تواجدت بالمنطقة لمراقبة المستعمرات الإسبانية. وضمن هذه المعركة التي لقبت بمعركة بارو البحرية (Baru)، تعرضت سان جوزيه لوابل من القذائف أصابت إحداها مخزن البارود الذي انفجر وتسبب في غرق السفينة رفقة بضاعتها الثمينة و600 جندي كانوا على متنها. وبسبب ذلك، فقدت إسبانيا ثروة هائلة من الذهب والفضة. سنة 2015، أعلنت السلطات الكولومبية عن اكتشاف موقع السفينة سان جوزيه بعمق 600 متر بقاع المحيط. وبناء على التقارير الحديثة، تقدر قيمة الكنز الموجود بهذه السفينة بيومنا الحاضر بحوالي 20 مليار دولار. بينما أعلنت السلطات الكولومبية مؤخرا عن مخطط لإستخراج سان جوزيه من قاع المحيط، تزايدت الخلافات بين كل من كولمبيا وإسبانيا حول السفينة، وحمولتها، وتصنيفها ضمن التراث الإنساني حسب اتفاقيات اليونيسكو.