باعتبار أنها كانت ملكة لمدة 70 عامًا، ربما تكون الملكة الراحلة إليزابيث الثانية واحدة من أكثر النساء اللواتي التقطت لهنّ الصور في التاريخ. ومع ذلك، بعد مرور عامين تقريبًا على وفاتها، ظهرت صور جديدة لأطول عهد ملكي في تاريخ بريطانيا في معرض افتتح في قصر باكنغهام هذا الأسبوع.
صورة تعرض لأول مرة للعائلة الملكية البريطانية كما لم ترها من قبل
وبين أكثر الصور إثارة للدهشة صورة مؤثرة من عام 1964، لأربع أمهات ملكيات وأطفالهن، من بينهن الملكة الراحلة مع ابنها الأصغر الأمير إدوارد. وإلى جانبهما شقيقة الملكة، الأميرة مارغريت، بالإضافة إلى الأميرة ألكسندرا ودوقة كينت، وجميعهن يحملن أطفالهن حديثي الولادة.
صورة من زمن الحرب للأميرة إليزابيث آنذاك في عام 1942 وهي جزء من المعرض الجديد
والتقطت الصورة التي لم يسبق عرضها من قِبل زوج الأميرة مارغريت آنذاك، المصور أنتوني أرمسترونغ جونز، أو اللورد سنودون كما كان يُعرف آنذاك، كشكر شخصي لطبيب الولادة الملكي الذي ولّد الأطفال الأربعة في غضون شهرين من ذلك العام. وتظهر إلى جانب الصورة رسالة مكتوبة بخط اليد من الأميرة مارغريت إلى شقيقتها تطلب فيها من "ليليبيت العزيزة" التوقيع على نسخة مطبوعة "كتذكار لتوليد استثنائي مدة شهرين".
ينظر الملك جورج السادس والملكة إليزابيث بارتياح إلى بعضهما البعض أثناء قيامهما بتفقّد الحطام بعد قصف قصر باكنغهام المدمر في عام 1940
ويضم المعرض الذي يحمل عنوان "الصور الملكية: قرن من التصوير الفوتوغرافي"، الذي افتتح بالقصر الجمعة، أكثر من 150 صورة من المجموعة الملكية والأرشيف الملكي، ترصد تطوّر تصوير الصور الملكية منذ عشرينيات القرن الماضي". كما يُعرض أيضًا لأول مرة صور عدة من زمن الحرب التقطتها عدسة السير سيسيل بيتون، الذي صور العائلة الملكية البريطانية بالكاميرا على مدى 6 عقود.
العائلة الملكية في منزل Royal Lodge، عام 1943، بصورة تنقل إحساسًا مطمئنًا بالألفة المنزلية والهدوء أثناء الحرب
وبين هذه الصور صورة للملك جورج السادس والملكة إليزابيث يتفقدان الأضرار التي لحقت بالقصر إثر قنبلة عام 1940، بينما تظهرهما صورة أخرى مع ابنتيهما ، إليزابيث الثانية ومارغريت، حول مكتب الملك في منزل Royal Lodge بوندسور. وكان بيتون المصور الرسمي لحفل تتويج إليزابيث عام 1953.
صور الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب في حفل التتويج عام 1953
ويضم المعرض ورقة تحتوي على إثباتات جلسة تصوير حفل التتويج، إلى جانب مذكرة من مارتن تشارترس، مساعد السكرتير الخاص للملكة، يوصي فيها الأمير فيليب بالصور التي يجب إرسالها إلى العائلة الملكية ووصيفات الشرف. ويمكن أيضًا مشاهدة الصورة التي تم اختيارها لاحقًا وإرسالها إلى الملكة الأم، وهي موقّعة من قبل كل من الملكة، وزوجها، والسير بيتون.
الملك الحالي لبريطانيا عندما كان طفلاً إلى جانب شقيقته الصغرى الأميرة آن في عام 1956
وفي أسبوع تصدّرت فيه البورتريه الرسمي الجديد لملك بريطانيا العديد من العناوين الرئيسية، يقدم المعرض وجهة نظر مختلفة تمامًا عن تشارلز. وتظهر لقطة بالأبيض والأسود لتشارلز، الذي كان آنذاك أميرًا شابًا، إلى جانب أخته الأميرة آن، في عام 1956. هناك العديد من الصور الرسمية التي التقطت للاحتفال بأعياد الميلاد الملكية، ضمنًا صورة التقطها بيتون للأميرة مارغريت بمناسبة عيد ميلادها الـ25، برفقة كلبها بيبين.
الأميرة مارغريت في صورة التقطها زوجها آنذاك اللورد سنودون في عام 1967
وعلى نحو منفصل، يمكن رؤية مارغريت وشقيقتها الملكة وهما تتبادلان الضحكات بمناسبة عيد ميلاد والدتهما الثمانين، وهي صورة التقطها المصور نورمان باركنسون. ويصوّر المعرض، الذي يستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، الابتكارات في فن التصوير الفوتوغرافي، حيث يعرض صورة آندي وارهول للملكة عام 1985 وهي مغطاة بغبار الماس.
تشكّل الصور الأقل تقليدية، مثل تلك التي رسمها آندي وارهول للملكة إليزابيث الثانية، جزءًا من المعرض
وفي الوقت ذاته، تظهر صورة لا تنسى لأميرة ويلز، كاثرين، التقطها المصور باولو روفرسي في عيد ميلادها الـ40، وهي تحمل تشابهًا مذهلاً مع ألكسندرا، أميرة ويلز، التي رسمها فرانز زافير وينترهالتر في عام 1864. وقال أمين المعرض أليساندرو ناسيني في بيان صحفي: "تحتوي المجموعة الملكية على بعض الصور الأكثر ديمومة التي التقطت على الإطلاق للعائلة الملكية، والتي التقطها أشهر مصوري الصور الشخصية خلال الـ100 عام الماضية، من دوروثي وايلدنغ وسيسيل بيتون إلى آني ليبوفيتز وديفيد بيلي".
التقطت هذه الصورة لأميرة ويلز، دوقة كامبريدج حينها، بمناسبة عيد ميلادها الأربعين
وأضاف: "إلى جانب هذه المطبوعات العتيقة الجميلة، التي لا يمكن عرضها بشكل دائم لأسباب تتعلق بالحفظ، نحن متحمسون لمشاركة المراسلات الأرشيفية والبراهين التي تكشف للمرة الأولى، وتمنح الزوار نظرة ثاقبة من وراء الكواليس لعملية إنشاء مثل هذه الصور الملكية التي لا تُنسى".