صيب رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو بالرصاص في محاولة اغتيال، وهو الآن في حالة خطرة. تعرض فيكو لإطلاق النار أثناء استقباله الحشود أمام مركز ثقافي في بلدة هاندلوفا، التي تبعد 180 كيلومترا (112 ميلًا) شمال شرق العاصمة براتيسلافا، حيث انعقد اجتماع للحكومة.
وسُمِع صوت عدة طلقات قبل أن يضعه حرسه الأمني في سيارة قريبة. ونُقل الزعيم السلوفاكي إلى المستشفى واعتقلت الشرطة مهاجمه المزعوم. ووصف الصحفي جوراج بوري، المشهد حيث كان داخل المبنى وقت الهجوم، عند الساعة 14:30 (12:30 بتوقيت غرينتش) قائلاً: "كان حشد من الناس ينتظرون خارج [المركز الثقافي] وبدأ أحدهم في إطلاق النار".
وقالت إحدى الشهود لصحيفة محلية إلكترونية، إنها سمعت ثلاث أو أربع طلقات، وشاهدت رئيس الوزراء وهو يسقط على الأرض، بعد أن أصيب بجروح في رأسه وصدره. وسرعان ما ساعد رئيسَ الوزراء ثلاثةٌ من حراسه على النهوض، بعد أن سقط بجوار المقعد ونقلوه إلى السيارة. وتقول التقارير المحلية إنه نُقل جواً بطائرة مروحية إلى مستشفى قريب، قبل أن يُنقل لاحقاً إلى مستشفى آخر في بانسكا بيستريتسا، شرق هاندلوفا.
وفي رسالة نُشرت في وقت لاحق على صفحة فيكو على فيسبوك، قال موظفوه إنه تعرض لإطلاق النار عدة مرات، "وحياته مهددة بالخطر حالياً". قالوا إنه نُقل إلى بانكسا بيستريتسا لأنه يحتاج عملية جراحية عاجلة. وقالت الرسالة إن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة.
وأظهر مقطع فيديو العديد من المارة المدنيين، بالإضافة إلى الحراس، وهم يحتجزون المشتبه به خارج المركز الثقافي في هاندلوفا. وشوهد الرجل الذي كان يرتدي قميصاً باهت اللون وهو جالس على الأرض ويداه مقيدتان خلف ظهره. ونقل مراسل بي بي سي في سلوفاكيا، روب كاميرون، عن وسائل إعلام محلية أن المشتبه به كاتب وناشط سياسي يبلغ من العمر 71 عاما، ويسكن قرية في وسط سلوفاكيا.
ولم تتحقق بي بي سي بعد من اللقطات أو المعلومات بشأن المشتبه فيه. وفي رد فعلها الأولي على إطلاق النار، قالت رئيسة سلوفاكيا المنتهية ولايتها زوزانا تشابوتوفا إنها "صدمت بشدة من الهجوم الوحشي الذي وقع اليوم" على رئيس الوزراء الحالي. وأدانت الهجوم "بأشد العبارات الممكنة" وتمنت له الصحة والعافية.
وفي بيان لوسائل الإعلام في وقت لاحق، قالت تشابوتوفا إن أمراً "خطيراً للغاية قد حدث لدرجة أننا لا نستطيع استيعابه بعد". وأضافت: "خطاب الكراهية الذي نشهده في المجتمع يؤدي إلى أعمال كراهية. من فضلكم، دعونا نتوقف عن ذلك!"
وعاد فيكو (59 عاماً) إلى السلطة في سلوفاكيا بعد الانتخابات التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي على رأس ائتلاف شعبوي قومي.
وكان فيكو قد اضطر إلى التنحي عن رئاسة الوزراء بعد مقتل الصحفي الاستقصائي يان كوتشياك في عام 2018. كيف يلقي شبح مقتل صحفي وخطيبته بظله على الانتخابات في سلوفاكيا؟ وبعد عودته للمنصب، كانت الأشهر القليلة الماضية مثيرة للجدل إلى حد كبير على المستوى السياسي. ففي يناير/كانون الثاني، أوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لكنه نفى أن يكون مؤيداً لروسيا.
وفي الشهر الماضي دفع بخطط لإلغاء هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة "آر تي في إس". وشهدت الأسابيع الأخيرة احتجاج آلاف السلوفاكيين ضد الإصلاح المقترح لهيئة الإذاعة. ومع ذلك، ألغِيت مظاهرة كانت مقررة بقيادة المعارضة الأربعاء، بعد أنباء عن إطلاق النار. وكان البرلمان منعقداً وقت الهجوم، وذكرت وسائل الإعلام السلوفاكية أن أحد زملاء فيكو في الحزب صرخ في نواب المعارضة واتهمهم بتأجيج مشاعر الغضب التي أدت إلى الهجوم.
وقال الرئيس المنتخب بيتر بيليغريني، وهو حليف سياسي لفيكو، إنه شعر بالرعب عندما سمع بالهجوم، وألقى باللوم في إطلاق النار على الانقسامات السياسية الأخيرة. ووصف الرئيس الهجوم بأنه "تهديد غير مسبوق للديمقراطية السلوفاكية"، وقال إنه ليس من الضروري أن يتفق الناس على كل شيء، لكن هناك طرق عديدة للتعبير عن الخلاف بشكل ديمقراطي وقانوني.