في القرن الماضي، اتجهت موسكو يوم 16 نيسان/أبريل 1934 لاعتماد وسام "بطل الاتحاد السوفيتي" بشكل رسمي عقب مرسوم صادر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي. وفي الأثناء، صنف هذا الوسام كأعلى وسام بالاتحاد السوفيتي وقد اتجه المسؤولون السوفيت لمنحه لأشخاص خدموا الاتحاد السوفيتي وقاموا بأعمال بطولية. وما بين عامي 1934 و1991، منحت موسكو هذا الوسام 12777 مرة. من جهة ثانية، لم يكن هذا الوسام حكرا على المواطنين السوفيت فقط، فطيلة فترة اعتماده، منح وسام بطل الاتحاد السوفيتي لأربعة وأربعين أجنبيا.
أوتاكار جاروس
يصنف التشيكي أوتاكار جاروس (Otakar Jaroš) كأول أجنبي حصل على وسام بطل الاتحاد السوفيتي. فخلال الحرب العالمية الثانية، قاد الملازم الأول أوتاكار جاروس فيلق المشاة الأول التشيكي الحر، الذي تم تكوينه على الأراضي السوفيتية، وقاتل مع الجيش الأحمر ضد الألمان. يوم 8 آذار/مارس 1943، واجه جاروس ورفاقه نيرانا ألمانية كثيفة قرب قرية سوكولوفو (Sokolovo) بالشمال الشرقي لأوكرانيا. ومع اختراق الدبابات الألمانية للمواقع التشيكية، أقدم جاروس على التسلح بعدد من القنابل اليدوية واتجه مسرعا صوب إحدى الدبابات الألمانية لتفجير نفسه بالقرب منها. إلى ذلك، لم يتمكن هذا التشيكي البالغ من العمر 30 عاما من تحقيق هدفه حيث أصيب وقتل بنيران رشاشة ألمانية. وكتكريم له على تضحيته، حصل الأخير بشكل رمزي على وسام بطل الاتحاد السوفيتي.
أنيلا كرزيوون
تعتبر البولندية أنيلا كرزيوون (Aniela Krzywoń) المرأة الأجنبية الوحيدة التي نالت وسام بطل الاتحاد السوفيتي. فخلال الحرب العالمية الثانية، شاركت هذه المرأة بمهام عديدة تمثلت أساسا في نقل الوثائق السرية والرسمية بعيدا عن المناطق التي سيطر عليها الألمان. فضلا عن ذلك، شاركت الأخيرة بمهام نقل الجنود المصابين وإسعافهم. خلال إحدى المواجهات قرب قرية لينينو (Lenino) يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر 1943، تعرضت سيارة هذه الشابة البولندية البالغة من العمر 18 سنة لقصف جوي. وأثناء محاولتها سحب عدد من الوثائق من السيارة المستهدفة، قتلت الأخيرة. وكتكريم لها، منحت كرزيوون وسام بطل الاتحاد السوفيتي بشكل رمزي.
فيدل كاسترو
عقب نهاية أزمة الصواريخ الكوبية سنة 1962 والتي هددت بنشوب حرب عالمية ثالثة، كسب القائد الكوبي فيدل كاسترو مكانة هامة لدى المسؤولين السوفيت. وكتكريم له على ذلك، نال الأخير يوم 25 أيار/مايو 1963 وسام بطل الاتحاد السوفيتي. وحسب المسؤولين السوفيت، منح كاسترو هذا الوسام لجهوده في الدفاع عن الشعب الكوبي وحريته واستقلاله. فضلا عن ذلك، أشادت موسكو بدور كاسترو في تعزيز الصداقة الكوبية السوفيتية والدفاع عن الشعوب المضطهدة.
سيغموند جاهن
يصنف سيغموند جاهن كأول ألماني يذهب للفضاء. فخلال العام 1978، شارك الأخير بمهام الفضاء السوفيتية ضمن برنامج أنتركوسموس (Interkosmos). وبسبب تواجده بألمانيا الشرقية، استدعي جاهن للمشاركة بإحدى المهام السوفيتية نحو الفضاء ضمن برنامج التعاون مع الدول الصديقة. وعقب هذا النجاح، حصل سيغموند جاهن على وسام بطل الاتحاد السوفيتي.
عبد الأحد مومند
يعتبر عبد الأحد مومند أول رائد فضاء من أصول أفغانية يصعد للفضاء. فعقب دراسته بكابول وتخرجه من أكاديمية سلاح الجو الأفغاني، انطلق الأخير يوم 29 آب/أغسطس 1988 على متن الرحلة سيوز تي أم 6 (Soyuz TM-6) وقضى تسعة أيام على متن محطة الفضاء مير. وبفضل هذا الإنجاز، نال عبد الأحد مومند وسام بطل الاتحاد السوفيتي. إلى ذلك، لم يكن عبد الأحد مومند المسلم الوحيد الذي حصل على هذا الوسام السوفيتي. ففي العقود السابقة، نال كل من الرئيس المصري جمال عبد الناصر والمارشال المصري عبد الحكيم عارف والرئيس الجزائري أحمد بن بلة ورائد الفضاء السوري محمد أحمد فارس وسام بطل الاتحاد السوفيتي.
نن