خلال فترة الحرب العالمية الثانية، قاتل عدد من الرؤساء الأميركيين المستقبليين على مختلف جبهات القتال بالمحيط الهادئ وأوروبا، وإضافة لليندون جونسون (Lyndon Johnson) وجون كينيدي (John Kennedy) وريتشارد نيكسون (Richard Nixon) وجيرالد فورد (Gerald Ford) ودوايت أيزنهاور (Dwight D. Eisenhower)، تواجد جورج بوش الأب على جبهة القتال بالمحيط الهادئ، حيث شغل الأخير رتبة طيار وعمل عام 1944 على متن حاملة الطائرات يو أس أس جاسينتو (USS San Jacinto).

نجاة من الأسر والموت
وخلال شهر آب/أغسطس 1944، نال جورج بوش الأب ترقية هامة حصل على إثرها على رتبة ملازم بسلاح البحرية، وبنفس الفترة، وضع اسم الأخير على قائمة الطيارين الذين سمح لهم بالمشاركة بالأعمال القتالية ضد القوات اليابانية عند جزر بونين (Bonin) الواقعة على بعد حوالي ألف كيلومتر جنوب العاصمة اليابانية طوكيو. خلال شهر أيلول/سبتمبر 1944، أوكلت للملازم جورج بوش الأب وثمانية من رفاقه مهمة تنفيذ غارات جوية على جزيرة شيشيجيما (Chichijima) المصنفة كأكبر جزر أرخبيل بونين.

وعلى متن طائرته غرومان تي بي أف أفنجر (Grumman TBF Avenger)، انطلق الرئيس الأميركي المستقبلي صوب جزيرة شيشيجيما التي تحصن بها عدد هام من القوات اليابانية بقيادة الجنرال يوشيو تاشينابا (Yoshio Tachibana) ذي السمعة السيئة.زوخلال هذه المهمة، تصدت الدفاعات الجوية اليابانية للطائرات الأميركية وأسقطت النسبة الأكبر منها. وبينما وقع جميع زملاء جورج بوش الأب بالأسر، تمكن الأخير من الفرار عقب إصابة محرك طائرته حيث ابتعد الأخير عن الجزيرة قبل أن يقفز بمظلته بعرض البحر وينتظر على متن طوافة صغيرة قدوم المساعدة. لاحقا، انتشلت إحدى السفن الأميركية الرئيس المستقبلي للبلاد لينجو بذلك الأخير من الموت.

أكل لحوم البشر وإعدام
إلى ذلك، تعرض زملاء جورج بوش الأب الأسرى للتعذيب قبل أن يعدموا عن طريق قطع رؤوسهم على يد عدد من الجنود اليابانيين بأوامر مباشرة من الجنرال يوشيو تاشينابا.ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، كشفت التقارير والشهادات التي تم جمعها عن قيام الجنود اليابانيين بتقطيع وطبخ وأكل أجزاء من أجسام زملاء جورج بوش الأب الذين أعدموا.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، مثل الجنرال الياباني يوشيو تاشينابا، رفقة 11 عسكريا آخر بشيشجيما، أمام المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وبسبب عدم تعامل المحكمة مع قضايا آكلي لحوم البشر، اتهم تاشينابا ورفاقه بإعدام الأسرى وعدم توفير ظروف دفن ملائمة ولائقة لهم. أثناء التحقيقات، حاول الأميرال الياباني موري كونيزو (Mori Kunizo) الدفاع عن رفاقه وتحدث عن وجود معتقد ياباني حول الفوائد الطبية لأكل كبد الإنسان الميت.

لاحقا، أصدرت المحكمة حكما بالإعدام شنقا ضد الجنرال يوشيو تاشينابا تم تنفيذه يوم 24 أيلول/سبتمبر 1947. إلى ذلك، مثّل جورج بوش الأب الناجي الوحيد من هذه المذبحة. وبعد نحو 40 سنة، فاز الأخير بانتخابات العام 1988 ليصبح بذلك الرئيس الحادي والأربعين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.