تتزايد المخاوف من اندلاع حرب نووية عالمية لا سيما بعد تصاعد الخلافات بين الغرب وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تحدث مؤخرا بشأن استخدام ترسانة بلاده النووية في حماية أمن أوروبا. سبق ذلك تحذير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "تبعات مأساوية" على أي دولة ترسل قوات إلى أوكرانيا للقتال ضد الجيش الروسي، وقال: إن كل ما يبتكره الغرب يخلق خطرا فعليا لنزاع باستخدام الأسلحة النووية، وبالتالي القضاء على الحضارة".
تثير هذه التصريحات المتبادلة المخاوف بشأن اندلاع نزاع نووي، وتطرح التساؤلات حول التبعات التي قد تلحق بدول العالم، وهو ما تحاول الكاتبة آني جاكوبسن، الإجابة عنه من خلال كتابها الجديد "الحرب النووية: سيناريو"، وهو كتاب يصف ما يجري حال نشوب حرب نووية ويفترض نهاية العالم خلال 72 دقيقة. وبحسب ما نشر موقع فإن السيناريو الوارد بالكتاب وإن كان خياليا إلا أنه تم بناؤه من عشرات المقابلات والوثائق، والتي تم رفع السرية عن بعضها حديثًا، كأساس واقعي لوصف ما يمكن أن يحدث.
في سيناريو جاكوبسن تفترض الآتي:
يطلق زعيم كوري شمالي صاروخا باليستيا عابرا للقارات على البنتاغون.
تطلق كوريا صاروخا باليستيا آخر من غواصة تجاه مفاعل نووي في كاليفورنيا.
بات أمام الرئيس الأميركي 6 دقائق لاتخاذ قرار بشأن الرد.
يتم إجلاء الرئيس الأميركي من البيت الأبيض ويتعرض لضغوط لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات على جميع الأهداف الكورية الشمالية البالغ عددها 82 هدفا لها علاقة بالقدرات النووية والعسكرية في البلاد.
تحلق الصواريخ الأميركية فوق روسيا فيكتشف قادتها ذلك ويفترضون تعرض بلادهم لهجوم.
لا يستطيع الرئيسان الروسي والأميركي التواصل عبر الهاتف فيتبادلان إرسال الصواريخ كل باتجاه الآخر.
خلال 72 دقيقة تتمكن 3 دول مسلحة نوويا من قتل المليارات من البشر، بينما يبقى الباقون يتضورون جوعاً على أرض مسمومة حيث لم تعد الشمس تشرق ولم يعد الغذاء ينمو.
يأتي الكتاب في وقت تشهد فيه الدولتان اللتان تمتلكان أكبر الترسانات النووية في العالم، الولايات المتحدة وروسيا، خلافًا عنيفًا في أوكرانيا، ويصف مذيع التلفزيون الحكومي الروسي الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بأنه "حتمي"، كما أن إيران باتت قريبة من إنتاج سلاح نووي.
وترى جاكوبسن أنه جزء من الحقيقة المرعبة بشأن الحرب النووية، أو إذا حدث تبادل نووي، هو الساعة الزمنية المجنونة التي تم وضعها على كل شيء منذ لحظة اكتشاف الإطلاق النووي، وكذلك حقيقة أن الرئيس لديه ست دقائق فقط، وهذا هو الوقت العصيب لاتخاذ هذا القرار، ما يوضح مدى جنون الحقيقة حول تطور السيناريو، وعدم القدرة على التنبؤ به. كما تعتبر أن الغواصات أكثر فتكا في مثل هذه السيناريوهات حتى أنها تسمى "خادمات نهاية العالم"، مشيرة إلى أن الغواصات الروسية والصينية يمكنها التسلل إلى مسافة بضع مئات من الأميال فقط من الساحل الشرقي والغربي للولايات المتحدة الأمريكية.