مع اندلاع الحرب العالمية الأولى يوم 28 تموز/يوليو 1914، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لاعتماد سياسة الحياد محاولة بذلك عدم الزج بقواتها بهذا الصراع الأوروبي، وعلى مدار نحو عامين ونصف، حاول الرئيس الأميركي وودرو ولسن (Woodrow Wilson) الابتعاد عن هذه الحرب مؤيدا فكرة ضبط النفس أمام التجاوزات الألمانية بالمحيط الأطلسي. وبحلول شهر نيسان/أبريل 1917، صوت الكونغرس الأميركي لصالح قرار دخول الحرب ضد الألمان عقب فضيحة برقية زيمرمان (Zimmermann Telegram). وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى، لم تتردد الولايات المتحدة الأميركية في توفير كميات هامة من المساعدات لحلفائها. وقد تواصل تدفق هذه المساعدات خلال السنوات التي تلت نهاية الحرب. وفي الأثناء، تواجدت روسيا، والاتحاد السوفيتي فيما بعد، ضمن قائمة الدول التي حصلت على كميات وافرة من المساعدات الأميركية.
مساعدات أميركية لأوروبا
خلال فترة الحرب العالمية الأولى، وفرت حكومة الولايات المتحدة الأميركية ما قيمته 387 مليون دولار للجنة الإغاثة ببلجيكا التي مثلت منظمة مساعدات دولية، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مختصة، أساسا، في توفير الغذاء لهذا البلد المنكوب بسبب الحرب. وبالتزامن مع ذلك، وفرت كل من بريطانيا وفرنسا ما يزيد عن 500 مليون دولار لمساعدة البلجيكيين وتجنب ظهور مجاعة ببلادهم. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، واصلت إدارة الإغاثة الأميركية، التي تزعمها الرئيس الأميركي المستقبلي هيربرت هوفر (Herbert Hoover)، توزيع الغذاء والأدوية على الدول المنكوبة بسبب الحرب. وانطلاقا من ذلك، حاولت إدارة الإغاثة الأميركية احتواء أزمة الغذاء وظهور مرض التيفوس بأوروبا. وبقيادة هيربرت هوفر، قدمت إدارة الإغاثة الأميركية مساعدات هامة لروسيا التي عانت بتلك الفترة من ويلات الحرب الأهلية وتفشي المجاعة والأوبئة.
إنقاذ روسيا من المجاعة والتيفوس
عام 1921، باشر مدير إدارة الإغاثة الأميركية بأوروبا والتر ليمان براون (Walter Lyman Brown) بالتفاوض مع مفوض الشعب للشؤون الخارجية بجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية مكسيم ليتفينوف (Maxim Litvinov) حول مسألة المساعدات الأميركية، وعقب اتفاق أول مع ليتفينوف خلال شهر آب/أغسطس 1921 حول دخول المساعدات الأميركية، أبرم والتر ليمان براون اتفاقا ثانيا مع المسؤولين السوفييت أواخر العام 1921 إلى ذلك، كانت الولايات المتحدة الأميركية قد باشرت منذ العام 1919 بمد يد العون للروس لمواجهة المجاعة والتيفوس. فيوم 24 شباط/فبراير 1919، وافق الكونجرس الأميركي، ضمن قانون إغاثة الروس من المجاعة (Russian Famine Relief Act)، على توفير مبلغ 100 مليون دولار لمساعدة الروس على مواجهة المجاعة.
ومن جهة ثانية، جمع المتبرعون الأميركيون مبلغا آخر لدعم جهود حكومة بلادهم بروسيا. وضمن نفس هذا القانون، وافق الكونغرس أواخر العام 1921 على توفير مبلغ إضافي بلغت قيمته حوالي 20 مليون دولار لدعم الروس في مواجهة المجاعة والتيفوس. وبأوجه، شغّل برنامج المساعدات الأميركي لروسيا نحو 300 أميركي إضافة لما يزيد عن 100 ألف روسي. وبفضل ذلك، وفّر هذا البرنامج وجبات يومية لأكثر من 10 ملايين روسي وساعد في احتواء تفشي مرض التيفوس.