عقب هجوم بيرل هاربر يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، سجلت اليابان دخولها الحرب العالمية الثانية. وقد جاء هذا الهجوم الياباني على القاعدة الأميركية بجزر هاواي عقب تدهور العلاقات بين واشنطن وطوكيو عقب إقدام الأخيرة على التدخل عسكريا بالصين واستيلائها على مواقع استراتيجية بمستعمرة الهند الصينية الفرنسية تزامنا مع سقوط باريس واستسلام فرنسا للألمان خلال حزيران/يونيو 1940.
وفي خضم هذه الحرب، خسرت اليابان ما بين 2.5 و3 ملايين من سكانها، فضلا عن ذلك، أجبرت الأخيرة على الاستسلام والقبول بشروط الحلفاء يوم 2 أيلول/سبتمبر 1945 عقب خسارتها على ساحة المحيط الهادئ واستهدافها بالقنابل الذرية.
مجومعة طائرات دوغلاس إيه 4 سكاي هوك أثناء تحليقها قرب حاملة طائرات
التعاون العسكري الأميركي الياباني
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، التحقت اليابان، في خضم الحرب الباردة، بصف المعسكر الغربي الذي تزعمته الولايات المتحدة الأميركية. وبالسنوات التي تلت استسلامها، وقعت اليابان على عدد من الاتفاقيات الأمنية والدفاعية مع الولايات المتحدة الأميركية. وبفضل ذلك، سمح للأميركيين بوضع قواتهم على الأراضي اليابانية والاستحواذ على عدد من القواعد العسكرية.
طائرة دوغلاس إيه 4 سكاي هوك أثناء شحنها بالوقود جوا
وخلال حرب فيتنام، لعبت القواعد الأميركية باليابان، خاصة تلك الموجودة بمحافظة أوكيناوا (Okinawa)، دورا لوجستيا حيث نقلت واشنطن عبر هذه القاعدة كميات هائلة من المؤن والمعدات العسكرية لقواتها المتمركزة بفيتنام. وخلال العام 1965، عاشت القيادة العسكرية الأميركية باليابان على وقع حالة هلع بسبب حادثة فقدان طائرة دوغلاس إيه 4 سكاي هوك (Douglas A-4 Skyhawk) قبالة السواحل اليابانية. وحسب التقارير حينها، نقلت هذه الطائرة على متنها قنبلة هيدروجينية.
صورة لقنبلة بي 43
فقدان القنبلة الذرية
يوم 5 كانون الأول/ديسمبر 1965، وبعد مضي 31 يوما عن مغادرتها للقاعدة البحرية الأميركية سوبيك باي (Subic Bay) بالفلبين، تواجدت حاملة الطائرات الأميركية يو أس أس تيكونديروغا (Ticonderoga) ببحر الفلبين على بعد مسافة 109 كلم من السواحل اليابانية.
وأثناء تمرين على متن حاملة الطائرات، اتجه المسؤولون لنقل الطائرة الهجومية دوغلاس إيه 4 سكاي هوك من الملجأ رقم 2 إلى المصعد. وأثناء نقلها، انقلبت هذه الطائرة نحو الخلف قبل أن تقع بالبحر وتغوص بشكل سريع نحو قاع المحيط.
صورة لطائة دوغلاس إيه 4 سكاي هوك
إلى ذلك، لم تتمكن الولايات المتحدة الأميركية من استعادة هذه الطائرة التي استقرت بعمق تجاوز 16 ألف قدم. وحسب التقارير الأميركية، غاصت هذه الطائرة نحو أعماق المحيط حاملة معها الطيار المبتدأ دوغلاس وبستر (Douglas M. Webster) وقنبلة هيدروجينية من نوع بي 43 (B43) بلغت قوتها ما يعادل 1 ميغاطن من متفجر تي إن تي (TNT).
على مدار سنوات، أخفت الولايات المتحدة الأميركية أطوار هذه الحادثة خوفا من إمكانية قيام السوفييت أو الصينيين باستخراج هذا السلاح من الأعماق. وعام 1989، اتجهت واشنطن للحديث علنا عن هذه الحادثة مؤكدة على وجود قبلة هيدروجينية، فشلت في استعادتها، بعمق 16 ألف قدم ببحر الفلبين على بعد 109 كلم من جزيرة كيكايجيما (Kikaijima) اليابانية.