إنقاذ العالم من الدمار لا يتوقف فقط على الأبطال الخارقين كسوبرمان والرجل العنكبوت، لكن هناك أشخاصا واقعيين تمكنوا من إنقاذ العالم بالفعل على طريقتهم الخاصة. فقد نجت البشرية في كثير من الأحيان بسبب قدرة هؤلاء الأبطال على التفكير في مواجهة الخطر، وهذه بعض قصصهم.

1- ستانيسلاف بيتروف:

في 26 سبتمبر 1983 منع البطل ستانيسلاف بيتروف حربا نووية في جميع أنحاء العالم، عندما تجاهل إنذار صاروخي. كان الاتحاد السوفيتي قد فجر عن طريق الخطأ طائرة كورية مدنية، ظنا أنها طائرة عسكرية تحلق فوق الاتحاد السوفيتي، وأسفر ذلك عن مقتل 269 مدنيا، وكان على متن الطائرة عضو مجلس الشيوخ الأمريكية، ما أدى إلى توتر العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

كان بتروف ضابط المناوبة في مركز قيادة لمنظومة أوكا للإنذار المبكر، وعندما أطلق النظام إشارة تحذير من 5 صواريخ أُطلقت من الولايات المتحدة، قرر بتروف أن الإنذار كاذب، ولم يضغط على الزر الأحمر ليُعلن بحرب نووية عالمية، وفي النهاية كان بتروف على حق، وأنقذ البشرية من حرب لا أحد يعرف نهايتها وعقباها.

2- فاسيلي أرخيبوف:

خلال أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، اتخذ فاسيلي ارخيبوف قرارا بمنع قيام الحرب العالمية الثالثة بمفرده. كان ضابط البحرية السوفيتي واحدا من ثلاثة قادة على متن الغواصة السوفيتية "بي -59 " في 27 أكتوبر 1962، عندما اقترب من منطقة البحر الكاريبي، ولإخفاء موقعه عن القوات الأمريكية التي حاصرت كوبا، وفرضت حظرا بحريا على كل السفن التي تقترب منها، حاول البقاء على عمق يسمح له بالاختباء، لكن اكتشفت البحرية الأمريكية الغواصة السوفيتية، وبدأت قصفها لإجبارها على الخروج على السطح، وما لم يعرفه الأمريكيون في ذلك الوقت أن الغواصة كانت مدججة بالسلاح، وبمثابة صاروخ نووي لا يقل خطورة عن قنبلة هيروشيما.

وعندما فقدت الغواصة الاتصال مع موسكو، قرر اثنان من القادة إطلاق الطوربيد النووي معتقدين أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت، لكن القرار كان يتوقف على موافقة القادة الثلاثة، ولحسن الحظ رفض فاسيلي قرار إطلاق الطوربيد النووي، عندما لاحظ أن الرادار لم يسجل إطلاق الصواريخ رغم انطلاق الإنذار، واتضح بعد ذلك أن الإنذار خاطئ نتيجة عطل في القمر الاصطناعي.

3- نورمان بورلاوج:

على عكس بتروف وأرخيبوف، أنقذ بورلاوج العالم بمرور الزمن من خلال العمل الدؤوب، ففي أوائل القرن العشرين شهد كوكب الأرض تراجعا خطيرا في الإنتاج الزراعي كاد يؤدي إلى انتشار المجاعات. بعد تخرجه من جامعة مينيسوتا في علم الغابات والأمراض النباتية والوراثية، بدأ نورمان بورلاوج دراسة سلالات القمح من أجل العثور على واحدة يمكنها النمو في مختلف المناخات في جميع أنحاء العالم، وعندما لم يتمكن من العثور على واحدة، بدأ في تطوير سلالة جديدة.

وابتكر بورلاوج سلالة من القمح مقاومة للأمراض ويمكنها أن تنمو في الدول النامية، ويعتبر نورمان أب الثورة الخضراء، ومنح جائزة نوبل بعدما ساهم في إنقاذ حياة مئات الملايين، إذ كان يعتقد أن شبه القارة الهندية ستفقد أكثر من مليار شخص قبل عام 1980.

4- هنريتا لاكس:

في عام 1951 أنقذت أم فقيرة لخمسة أطفال، تدعى هنريتا لاكس، العالم دون أن تدرك ذلك، زارت لاكس مستشفى جونز هبكنز لفحصها بعد أن لاحظت وجود ورم بالقرب من عنق الرحم، وأبلغ الأطباء لاكس أنها مصابة بسرطان عنق الرحم، وكانت خيارات شفائها محدودة مقارنة بعلاجات اليوم. ومع فحص حالة لاكس لاحظ طبيبها شيئا غريبا أثناء دراسته لعينة أنسجتها، حيث اكتشف أن خلايا عينات مرضى آخرين ماتت بسرعة، ولم يتمكن من دراستها، لكن خلايا لاكس استمرت في التكاثر بمعدل لا يصدق.

ولسوء الحظ، فإن هذا الشذوذ يعني أيضا أن الخلايا السرطانية تتكاثر بسرعة أكبر من العلاج الذي يمكن أن يقتلها، وبعد سبعة أشهر ماتت هنريتا لاكس، لكن الخلايا عاشت وتسببت في صدمة أطباء جامعة جونز هوبكنز. وبمساعدة خلايا لاكس تمكن الأطباء من ابتكار لقاح لفيروس الورم الحليمي البشري وشلل الأطفال وفيروس زيكا في مراحله المبكرة، واكتشافات حول شيخوخة الخلايا، وظهور مجال علم الفيروسات.

5- جيمس بلانت:

في عام 1999 قبل أن يشتهر نجم البوب البريطاني "جيمس بلانت"، كان ضابطا رئيسيا في الجيش البريطاني، وفي يونيو من نفس العام منع بلانت بداية الحرب العالمية الثالثة، عندما تجاهل أمرا مباشرا من جنرال أمريكي بالجيش، وخاطر بعرضه على محاكمة عسكرية. عقب حرب كوسوفو في روسيا، كانت هناك قوة مشتركة لحفظ السلام تتألف من جنود روس وحلف الناتو في المنطقة، وكانت مهمتهم منع التوتر والانزلاق في العنف.

اعتقد الروس أنهم سيحصلون على منطقة مستقلة عن قوات الناتو، لكن ذلك لم يحدث، فاستولوا على مطار خارج كوسوفو. وعندما وصلت قوات الناتو بما فيهم جيمس، رأت أن الروس احتلوا المطار بالفعل، وتلقوا أوامر بالغزو، لكن بلانت لم يوافق، وشعر أن القتال قد يسبب توترا غير مبرر مع الروس، وقد يفسد عمليات حفظ السلام التي حدثت منذ انتهاء حرب كوسوفو قبل بضعة أيام فقط. وعندما طلب منه غزو المطار رفض، ولحسن الحظ وافق جنرال آخر على رأى بلانت، وفي غضون ساعات قليلة، سحبت جميع القوات وحل النزاع سلميا.