أواخر عشرينيات القرن الماضي، كان الاتحاد السوفيتي سنة 1929 على موعد مع انتخابات مؤتمر السوفيت. وبهذه الانتخابات، تابع العالم عن كثب قيام قوى المعارضة اليسارية بمحاولة تشكيل كتلة معارضة عن طريق ترشيح منافسين معارضين للمرشحين الشيوعيين. فضلاً عن ذلك، حاولت الكنيسة الأرثوذكسية الدخول على الخط عن طريق التعاون مع المرشحين الدينيين. وفي خضم الحملة الانتخابية، تعرض عدد من المرشحين الشيوعيين الرسميين لاعتداءات على يد الفلاحين بسبب الدعم القليل الذي حصلوا عليه من موسكو كما طالبوا أيضاً بإنشاء نقابات فلاحية فاعلة بالمجتمع. وعلى الرغم من كل هذه المعارضة النشطة، حقق الشيوعيون فوزاً سهلاً هيمنوا من خلاله على مؤتمر السوفيت.
القضاء على المعارضة
في السنوات التي تلت هذه الانتخابات، بسط جوزيف ستالين نفوذه على الحزب الشيوعي وكامل الاتحاد السوفيتي. وعقب حادثة اغتيال رفيقه سيرغي كيروف (Sergei Kirov) عام 1934، باشر ستالين بملاحقة عدد كبير من معارضيه، اعتماداً على جهاز مفوضية الشعب للشؤون الداخلية، الذين أعدموا أو أرسلوا نحو معسكرات العمل القسري، المعروفة بالغولاغ (Gulag)، الموجودة بمناطق نائية من البلاد. ومع حلول عام 1937، وعد ستالين بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة مؤكداً على مبدأ التعددية واحترام جميع التوجهات السياسية. وعلى إثر ذلك، ترشح عدد هام من المعارضين لانتخابات مؤتمر السوفيت التي أقيمت سنة 1937. كما لم تتردد الكنيسة الأرثوذكسية، حسب مبدأ حماية حرية الأديان بالدستور السوفيتي، بدعم مرشحين دينيين بهذه الانتخابات.
ومنتصف 1937، لم يتردد ستالين في التراجع عن تصريحاته حول التعددية واحترام التوجهات السياسية للآخرين. فيما شنت قوات مفوضية الشعب للشؤون الداخلية حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً كبيراً من المرشحين المعارضين. كذلك حقق الحزب الشيوعي السوفيتي، بقيادة ستالين، فوزاً ساحقاً، بانتخابات مؤتمر السوفيت في 12 ديسمبر 1937، حيث صوت له، ولصالح المرشحين المستقلين المؤيدين له، أكثر من 89 مليون شخص، أي ما يعادل 99.3% من الأصوات، ليفوز بما يعادل 870 مقعداً بمجلس السوفييت الأعلى. في حين حصل المستقلون المؤيدون لستالين على 273 مقعداً.
آخر انتخابات لستالين
عقب الحرب العالمية الثانية، شهد الاتحاد السوفيتي سنة 1946 انتخابات تشريعية جديدة. وبفضل تزايد شعبيته عقب نجاحه في طرد الألمان وإنهاء وجود النازيين، حقق ستالين نجاحاً سياسياً إضافياً بهذه الانتخابات حيث ارتفع عدد مقاعد الحزب الشيوعي بمجلس السوفيت الأعلى ليبلغ 1085 مقعداً عقب حصوله، رفقة المستقلين المؤيدين له، على أكثر من 100 مليون صوت.
وفي 12 مارس 1950، تابع ستالين وقائع آخر انتخابات تشريعية بحياته. وخلال هذه الانتخابات، حقق الحزب الشيوعي نجاحاً جديداً وتمكن من حصد 1085 مقعداً بمجلس السوفيت الأعلى عقب تصويت أكثر من 110 ملايين شخص له ولحلفائه المستقلين.