بعد عملية جراحية لاستئصال الجنين الذي كانت تحمله في رحمها لأكثر من 56 سنة، توفيت السيدة دانييلا ألميدا فيرا، وهي من السكان الأصليين للقارة الأمريكية، والتي تعيش بالقرب من حدود البرازيل مع باراغواي. وتعتبر حالة هذه السيدة، وهي أم لسبعة أبناء وجدَّة لأربعين حفيداً، من بين حالات الحمل الغريبة التي سجلت منها 300 حالة على الإطلاق، ويطلق عليها علمياً اسم "lithopedion".
جنين متحجر داخل أحشاء سيدة لأكثر من 50 سنة!
وفاة دانييلا ألميدا فيرا بعد عملية استئصال الجنين المتكلس
وكان قد تم نقل دانييلا ألميدا فيرا، البالغة من العمر 81 سنة، لإجراء عملية جراحية بعد هذا الاكتشاف الصادم لهذا الجنين المتكلس، من خلال عمليات المسح ثلاثي الأبعاد، بعد أن كانت مترددة في هذه الخطوة، خصوصاً أنها تحمل الجنين منذ سنة 1968. واشتبه الطاقم الطبي في إصابتها بالسرطان قبل اكتشاف هذا الجنين النادر، بعد أن اشتكت من آلام في المعدة. وقد تم إجراء العملية الجراحية غير العادية لهذه الجدة من السكان الأصليين بتاريخ 14 مارس/آذار 2024، إلا أنها توفيت بعد يوم واحد عندما كانت لا تزال في العناية المركزة.
لم تكن ترغب في الذهاب إلى الطبيب
وبعد استئصال الجنين المتحجر من رحم دانييلا ألميدا فيرا، تم إرساله من أجل إجراء الاختبارات الطبية عليه، وقالت ابنتها روزلي للصحافة المحلية: "كانت مسنة، ولم تكن تحب الذهاب إلى الطبيب، وكانت تخاف من المعدات المستخدمة لإجراء الاختبارات". وأضافت: "نحن في حالة صدمة وحزن شديد. لقد كانت والدتَنا والوحيدةَ التي تحمي الناس، والآن رحلت ونحن نشعر بالضياع". فيما قال ابنها فاندرلي: "لم تكن تريد الذهاب إلى الأطباء، لأنها كانت قلقة من إصابتها بالورم، كانت تتناول الدواء فقط لتخفيف الألم".
بداية الأعراض عند دانييلا
وكانت دانييلا قد ذهبت أولاً إلى مستشفى صغير بالقرب من منزلها؛ للحصول على مساعدة لعلاج التهاب المسالك البولية. ثم سرعان ما نُقِلَت إلى مستشفى بونتا بورا الإقليمي في جنوب البرازيل حيث أجرت مزيداً من الاختبارات. وقبل نحو عام من وفاة دانييلا، تُوفِّيَت امرأة من الكونغو تبلغ من العمر 50 عاماً، نتيجة لجنينٍ حجري كانت تحمله لمدة تسع سنوات، وقد عانت المرأة التي لم يُذكَر اسمها، من سوء التغذية بعد أن انسدت أمعاؤها.
وزارت المستشفى أيضاً وهي تشكو من آلام في المعدة، فضلاً عن عسر الهضم والإحساس بالغرغرة بعد تناول الطعام، فيما كشفت عمليات المسح عن جنين ميت يبلغ من العمر 28 أسبوعاً، في أسفل بطنها. وقد رفضت هذه المرأة إجراء الجراحة قائلة إنها "غير مطمئنة لها"، وكانت تخشى المرافق الطبية التقليدية وتتجنب الأطباء، وبعد 14 شهراً ماتت بسبب سوء التغذية.
حالة مشابهة في الجزائر
وفقاً لمجلة علمية في المملكة المتحدة، أُبلِغَ عن أقل من 300 حالة من حالات الجنين المتحجر على الإطلاق. وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، اكتُشِفَ الأمر نفسه مع امرأة تبلغ من العمر 73 عاماً، في دولة الجزائر. وكشف فحص الأشعة السينية أن الجنين الميت، الذي يبلغ وزنه 4.5 رطل وبلغ نموه نحو سبعة أشهر، كان موجوداً في رحم المرأة منذ 35 عاماً.