عقب انتخابه رئيساً لروسيا الاتحادية عام 1996، اتجه بوريس يلتسن لإنهاء فترته الرئاسية بشكل مبكر. فبحلول أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر 1999، فضّل الأخير الاستقالة من منصبه بسبب مشاكل صحية عديدة نتجت أساسا عن إدمانه للكحول. فضلا عن ذلك، أبدى الرئيس الروسي، البالغ من العمر حينها 68 سنة، بعض التصرفات الغريبة التي سرعان ما أثارت الشكوك بين مساعديه عن مدى قدرته وأهليته على مواصلة قيادة روسيا بالفترة القادمة.
صورة تجمع بين يلتسن وبوتين
استقالة يلتسن
خلال ربيع العام 1999، أقدم الرئيس الروسي يلتسن على إقالة رئيس وزرائه فيكتور تشيرنوميردين (Viktor Chernomyrdin) مفضلا الاعتماد على خدمات السياسي سيرغي كيرينكو (Sergey Kiriyenko). وبعدها بفترة وجيزة، عمد يلتسن لإقالة كيرينكو وتعويضه بيفغيني بريماكوف (Yevgeny Primakov).
وبحلول أيار/مايو 1999، أقيل الأخير بدوره من منصبه ليحل بدلا منه سيرغي ستيباشين (Sergei Stepashin). ومع تواصل الأزمة الاقتصادية بالبلاد وتدهور الروبل الروسي بالسوق العالمية، أقيل ستيباشين بدوره من المنصب ليحل بدلا منه فلاديمير بوتين الذي شغل في وقت سابق مناصب أمنية هامة بالبلاد.
بوتين خلال خطاب ألقاه بشهر آذار/مارس الفارط
ومع تواصل انهيار شعبيته بروسيا وتدهور حالته الصحية، اتخذ بوريس يلتسن قرارا بالاستقالة من منصبه، تزامنا مع خسارة حزب الوحدة الروسي للانتخابات التشريعية، يوم 31 كانون الأول/ديسمبر 1999 ليحل محله بشكل مؤقت فلاديمير بوتين.
من جهة ثانية، كان من المقرر أن تشهد روسيا عام 2000 انتخابات رئاسية حسب ما نص عليه الدستور الروسي الذي حدد المدة الرئاسية الواحدة بأربع سنوات عقب التنقيح الذي أجري عليه عام 1993.
صورة لبوريس يلتسن
فوز بوتين
وبهذه الانتخابات التي كان من المقرر أن تجرى يوم 26 آذار/مارس 2000، واجه فلاديمير بوتين، الذي تقدم كمرشح مستقل، منافسة شرسة من قبل غينادي زيوغانوف (Gennady Zyuganov)، مرشح الحزب الشيوعي الروسي، وغريغوري يافلينسكي (Grigory Yavlinsky) مرشح حزب يابلوكو (Yabloko).
وخلافا لمنافسيه، لم يقم فلاديمير بوتين بأية حملة انتخابية كما لم يقدم أي خطاب يذكر لحشد المؤيدين واكتفى فقط ببث شريط قصير حول مسيرته على تلفزيون خاص ممول من أحد أصدقائه. فضلا عن ذلك، تغيب فلاديمير لينين عن المناظرات التلفزيونية التي كان من المقرر أن تجمعه بمنافسيه.
صورة لغريغوري يافلينسكي
ما بين الساعة الثامنة صباحا والثامنة ليلا يوم 26 آذار/مارس 2000، توجه أكثر من 74 مليون روسي لمراكز الاقتراع لاختيار رئيسهم.ومع صدور النتائج، فاز فلاديمير بوتين برئاسة روسيا عقب حصوله على أكثر من 39 مليون صوت وهو ما وفر له نسبة مئوية بلغت 53.44 بالمائة من إجمالي الناخبين.
ومع حصوله على أكثر من نصف أصوات الناخبين، فاز بوتين برئاسة روسيا الاتحادية من الدور الأول. وفي مقابل ذلك، حصل المنافس المباشر لبوتين، ومرشح الحزب الشيوعي الروسي، غينادي زيوغانوف على نسبة أصوات بلغت 29.49 بالمائة.
صورة للمرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف
وبناء على التقارير الانتخابية الصادرة بتلك الفترة، حصل بوتين على أعلى معدل تصويت بمنطقة إنغوشيا التي منحه 85.42 بالمائة من سكانها أصواتهم. وفي المقابل، حصل الأخير على أدنى معدل تصويت له بمنطقة الشيشان التي حصد بها 29.65 بالمائة من أصوات الناخبين.