خلال انتخابات العام 1828، حقق المرشح الديمقراطي أندرو جاكسون (Andrew Jackson) فوزا سهلا على منافسه جون كوينسي أدامز (John Quincy Adams) ليصبح بذلك سابع رئيس بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وبعدها بأربع سنوات، فاز جاكسون، مؤسس الحزب الديمقراطي، بولاية ثانية عقب تفوقه على السياسي هنري كلاي (Henry Clay) الذي حصد 49 صوتا بالمجمع الانتخابي مقابل 219 لمنافسه جاكسون.
رسم تخيلي للنزال بين جاكسون وديكينسون
إلى ذلك، تصنف الفترة الرئاسية لأندرو جاكسون كواحدة من أكثر الفترات المضطربة بالتاريخ الأميركي. فعام 1830، صادق جاكسون على قانون إبعاد الهنود الذي أسفر عن تهجير عشرات الآلاف من السكان الأصليين لغرب المسيسيبي. وأثناء عملية التهجير، توفي عدد كبير من السكان الأصليين بسبب العنف الذي مارسته القوات الأميركية ضدهم وشح الغذاء والماء.
نقش تظليلي يجسد أندرو جاكسون عام 1845
خلاف حول الأحصنة
حسب العديد من المؤرخين، خاض الرئيس الأميركي السابع أندرو جاكسون العديد من نزالات المسدسات أثناء فترة حياته. فبتلك الفترة، لم يتردد الأميركيون في اللجوء لمثل هذه الرهانات المميتة لفض الخلافات الشخصية فيما بينهم. ولعل أشهر هذه النزالات هو ذلك الذي جرى عام 1804 والذي أقدم خلاله آرون بور (Aaron Burr)، نائب الرئيس الأميركي توماس جيفرسون، على قتل ألكسندر هاميلتون (Alexander Hamilton)، وزير المالية السابق وأحد الآباء المؤسسين، برصاصة مميتة.
وعام 1806، خاض الرئيس المستقبلي أندرو جاكسون نزال مسدسات مع المحامي تشارلز ديكينسون (Charles Dickinson) وأرداه قتيلا برصاصة استقرت بصدره. ويعود أصل الخلاف بين الرجلين لرهان حول سباق الأحصنة. فعقب كراهية وعداوة طويلة الأمد بينهما، اتهم ديكنسون نظيره جاكسون بالتراجع بأحد الرهانات ووصفه بالجبان والمراوغ. فضلا عن ذلك، اتهم ديكينسون راشيل جاكسون، زوجة أندرو جاكسون، بتعدد الأزواج بسبب زواجها من أندرو جاكسون قبل إنهاء إجراءات طلاقها من زوجها الأول. ومع نشر هذه الاتهامات بإحدى المجلات المحلية، طالب أندرو جاكسون بإجراء نزال مسدسات مع تشارلز ديكينسون لإنهاء الخلاف.
لوحة تجسد النزال بين بور وهاميلتون عام 1804
انتهاء لقانون النزال
يوم 30 أيار/مايو 1806، التقى جاكسون وديكينسون بمنطقة هاريسون ميلز (Harrison's Mills) بمقاطعة لوغان كونتي (Logan County) التابعة لولاية كنتاكي. وعند إعطاء الإشارة، أطلق ديكينسون رصاصة استقرت بالقرب من قلب جاكسون. وخلال لحظات، وضع جاكسون يده على الجرح لوقف النزيف قبل أن يطلق رصاصة فشلت في إصابة خصمه جاكسون. وحسب قانون نزال المسدسات، اعتبرت هذه المباراة منتهية عقب إطلاق كل من المتنافسين لرصاصة. وبانتهاك واضح لهذا القانون، صوب جاكسون رصاصة ثانية أصابت ديكينسون بصدره وأودت بحياته على عين المكان. وعلى الرغم من تعافيه من تبعات إصابته، عانى أندرو جاكسون من آلام شديدة بالصدر رافقته لبقية حياته.
لوحة تجسد الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون
إلى ذلك، لم توجد بتلك الفترة قوانين منعت نزالات المسدسات بالولايات المتحدة الأميركية. وبفضل ذلك، نجا أندرو جاكسون من التتبعات العدلية. وأثناء انتخابات العام 1828، ركز الأميركيون على فضيحة قضية طلاق راشيل جاكسون وتجاهلوا حادثة قتل أندرو جاكسون لمنافسه تشارلز ديكينسون وانتهاكه لقواعد النزال.