اكتشف علماء الآثار رأسًا مصنوعًا من الطين يبلغ عمره ألفي عام، وكان ينتمي في السابق إلى تمثالٍ روماني للإله عطارد. وتُقدِّم القطعة الأثرية النادرة، والتي اكتُشِفت بموقعٍ أثري في "سمولهايث بليس" في كينت بإنجلترا، دليلاً على وجود مستوطنة رومانية غير معروفة سابقًا كانت مستخدمة بين القرنين الأول والثالث، وفقًا لبيانٍ صحفي صادر عن مؤسسة خيرية خاصة لجهود الحِفظ تُدعى "National Trust".
وكانت الشخصيات المحمولة وتماثيل آلهة الرومان جزءًا من الحياة اليومية في بريطانيا الرومانية. وكان الأشخاص، سواءً من النخبة، أو المواطنين العاديين، يعبدون التماثيل في منازلهم، أو يتركونها في المعابد، أو أماكن أخرى كقربان أو هدية للإله المعني. واعتُبر عطارد إله الفنون الجميلة، والتجارة، والنجاح المالي لدى الرومان.
وقد صُنِع تمثال عطارد المُكتَشف حديثًا من مادة pipeclay، وهي عبارة عن طين أبيض ناعم يُستخدم لصنع غليون التبغ. ومن النادر للغاية العثور على أمثلة لهذا التمثال، إذ تم اكتشاف أقل من 10 منه حتى الآن في بريطانيا الرومانية. وأشار البيان إلى أنّ تماثيل عطارد كانت تُصنع من المعادن في أغلب الأحيان.
وأفاد خبير التماثيل الخزفية في بريطانيا الرومانية، الدكتور ماثيو فيتوك، في بيان: "توفر اكتشافات كهذه في سمولهايث نظرةً ثاقبة للغاية حول المعتقدات والممارسات الدينية للسكان المختلطين ثقافيًا في المقاطعات الرومانية". ومن المحتمل أنّ التمثال الكامل كان يُجسّد عطارد وهو واقف، إمّا ملفوفًا بعباءةٍ قصيرة، أو عاريًا، وممسكًا بعصا تتضمن ثعبانين متشابكين، بحسب ما ذكرته مؤسسة "National Trust". وسيُعرض رأس عطارد بالإضافة إلى اكتشافات أخرى عُثِر عليها خلال عملية التنقيب بدءًا من 28 فبراير/شباط في "سمولهايث بليس"، الذي كان يُعتَبَر من أهم مراكز بناء السفن في إنجلترا خلال العصور الوسطى، من القرن الـ13 إلى منتصف القرن الـ16.