بالقرن الماضي، أقرت الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر مارس 1941 برنامج قانون الإعارة والتأجير (Lend–Lease Act) الذي وافقت من خلاله على مساعدة حلفائها الأوروبيين بالغذاء والعتاد العسكري للصمود أمام الألمان وحلفائهم، الذين تسببوا في اندلاع الحرب العالمية الثانية عقب الهجوم على الأراضي البولندية مطلع سبتمبر 1939. ومع بداية عملية بربروسا (Barbarossa) يوم 22 يونيو 1941، وجد الاتحاد السوفيتي نفسه في حالة حرب مع ألمانيا عقب قيام جيوش الأخيرة باجتياح الأراضي السوفيتية بشكل مباغت. وعلى إثر ذلك، وافقت واشنطن على ضم موسكو لبرنامج الإعارة والتأجير ليحصل بذلك السوفييت على دعم أميركي هام. وخلال فترة الحرب، تلقى الاتحاد السوفيتي كميات هائلة من العتاد العسكري من حلفائه. وقد مثلت الدبابات الأميركية والبريطانية أبرز الأسلحة التي حصل عليها السوفييت خلال هذا النزاع.
الدبابات البريطانية
ومنذ البداية، باشرت بريطانيا بإرسال الدبابات للاتحاد السوفيتي. وقد تلقى السوفييت عقب عملية بربروسا كميات كبيرة من دبابات ماتيلدا (Matilda)، المعروفة بمارك 2 (Mark II)، حيث سجلت هذه الدبابات ظهورها على الجبهة منذ العام 1941. وحسب التصاميم، تميزت هذه الدبابة بامتلاكها لمدفع عيار 78 ملم ساهم في زيادة فاعليتها على ساحات المعارك.
طيلة فترة الحرب، تلقى السوفييت 900 دبابة ماتيلدا. وبحلول العام 1943، اتجه السوفييت للاستغناء تدريجياً عنها بسبب التقدم التكنولوجي الكبير الذي تميزت به الدبابات الحديثة. وبحلول العام 1944، فضّل السوفييت التخلي نهائياً عن الدبابة ماتيلدا وإخراجها من الخدمة بفرقهم المدرعة. من جهة ثانية، حصلت موسكو أثناء الحرب على أكثر من 3 آلاف دبابة فالنتين (Valentine). وقد مثلت هذه الدبابات المزودة بمدافع عيار 57 ملم سلاحاً جيداً لمواجهة المشاة والدبابات الخفيفة الألمانية. أيضاً، لم يتردد البريطانيون في تزويد حلفائهم السوفييت بمئات الدبابات من نوع تشرشل التي امتلكت مدافع عيار 102 ملم. وقد استخدمت هذه الدبابة الثقيلة بشكل كبير خلال معارك عديدة كمعركة كورسك (Kursk) وعملية تحرير أوكرانيا. ومع نهاية الحرب، استغنى السوفييت نهائياً عن هذه الدبابة البريطانية.
ومن الجانب الأميركي، منحت واشنطن السوفييت منذ البداية دبابات أم 3 ستوارت (M3 Stuart) الخفيفة، والمزودة بمدافع عيار 37 ملم. وبتلك الفترة، تميزت هذه الدبابات بسرعتها وساعدت الجيش الأحمر في مواجهة قوات المشاة والآليات الخفيفة الألمانية. وطيلة فترة الحرب، حصلت موسكو على 1200 نسخة من هذه الدبابة الأميركية. من جهة ثانية، وفّر الأميركيون لحلفائهم السوفييت ما لا يقل عن ألف دبابة من نوع أم 3 لي (M3 Lee) التي امتلكت مدفعين عيار 37 ملم و75 ملم. وفي البداية، وفرت هذه الدبابة دعماً نارياً هاماً لفرق المشاة السوفيتية قبل أن تجد نفسها خارج الخدمة.
أيضاً، منح الأميركيون السوفييت دبابات من نوع أم 4 شيرمان (M4 Sherman) التي سميت كذلك نسبة للجنرال الأميركي بالحرب الأهلية وليام شيرمان. وخلال الحرب، مثلت هذه الدبابة أفضل الدبابات الأميركية بفضل مدفعها عيار 76 ملم الذي كان قادراً على اختراق دروع الدبابات الألمانية تايغر. وقد شاركت هذه الدبابة الأميركية بأغلب المعارك السوفيتية ما بين عامي 1944 و1945 وكانت حاضرة بمعركة برلين الأخيرة.
ننن