يوم 4 آذار/مارس 1849، استلم زاكري تايلور (Zachary Taylor) منصب الرئيس ليصبح بذلك الرئيس الثاني عشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وبفضل إنجازاته العسكرية طيلة العقود السابقة، كسب زاكري تايلور شعبية كبيرة سهلت مهمته في جمع أصوات الناخبين بانتخابات العام 1848. إلى ذلك، لم تدم فترة رئاسة الأخير طويلا. فبعد مضي 16 شهرا فقط عن استلامه لمنصبه، توفي زاكري تايلور، وهو بالمنصب، عقب معاناته من مرض بالجهاز الهضمي.
الرئيس الثالث عشر لأميركا
خلال مسيرته، شارك زاكري تايلور بحرب عام 1812 التي حصل خلالها على رتبة كابتن بالجيش الأميركي. وبالعقود التالية، ساهم الأخير في بناء العديد من الحصون العسكرية قرب نهر المسيسيبي وتميّز بإنجازاته بحروب السيمينول الثانية. وعلى إثر ذلك، نال تايلور العديد من الترقيات صلب الجيش الأميركي ليحصل في نهاية المطاف على رتبة جنرال. وبأربعينيات القرن التاسع عشر، كلّف تايلور من قبل الرئيس جيمس بولك (James K. Polk) بمهمة لإخضاع تكساس للسلطة الأميركية وشارك بالحرب ضد المكسيك التي تمكن خلالها من تحقيق انتصارات عديدة جعلت منه شخصية مركزية صلب الجيش الأميركي.
وبانتخابات العام 1848، تمكن حزب اليمين من إقناع زاكري تايلور بالترشح لرئاسة البلاد. وبالانتخابات التمهيدية صلب حزب اليمين، حقق تايلور انتصارا سهلا ضد منافسيه الذين تواجد ضمنهم السيناتور هنري كلاي (Henry Clay). وبفضل ذلك، حصل زاكري تايلور على بطاقة مرشح حزب اليمين للانتخابات الرئاسية عام 1848. وخلال انتخابات 1848، تفوق تايلور على مرشح الحزب الديمقراطي لويس كاس (Lewis Cass) عقب حصوله على أصوات أكثر من 1.3 مليون أميركي و163 صوتا بالمجمع الانتخابي ليصبح بذلك الرئيس الثاني عشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
وفاة الرئيس
إلى ذلك، عرف الرئيس الأميركي زاكري تايلور نهاية غريبة بعد مضي 16 شهرا عن استلامه منصبه. فأثناء أحد الاحتفالات يوم 4 تموز/يوليو 1850، تناول الرئيس تايلور كمية كبيرة من الحليب المثلج والكرز. وبالأيام التالية، أصيب الأخير بمرض غريب بمعدته كانت أعراضه شبيهة بالنزلة المعوية. وفي البداية، آمن الجميع بإصابة الرئيس بمرض بسيط بالجهاز الهضمي وتحدثوا عن حتمية تعافيه بالأيام القليلة التالية. فضلا عن ذلك، أبدت الحالة الصحية لزاكري تايلور تحسنا. وتدريجيا، تدهورت صحة الرئيس تايلور الذي سرعان ما أصبح طريح الفراش. وعقب فحصه، تحدث الطبيب العسكري ألكسندر واثرسبون (Alexander S. Wotherspoon) عن إصابة الرئيس بالكوليرا. وبتلك الفترة، استخدمت هذه الكلمة للإشارة لمرض يجمع بين أعراض الزحار والإسهال.
وفي الأثناء، لم يكن لمرض الرئيس تايلور أية علاقة بموجة الكوليرا التي ظهرت بآسيا وانتشرت نحو أرجاء العالم. فبواشنطن، سجلت الأعراض التي عانى منها زاكري تايلور ظهورها لدى العديد من الأشخاص. وحسب عدد من المؤرخين، انتشرت هذه الأعراض بسبب الحليب الملوث بالبكتيريا. يوم 8 تموز/يوليو 1850، تحدث الأطباء عن صعوبة حالة الرئيس تايلور مؤكدين أن فرص نجاته ضئيلة. وباليوم التالي، الموافق لـ9 تموز/يوليو 1850، توفي زاكري تايلور في حدود الساعة العاشرة وخمس وثلاثين دقيقة ليلا عن عمر ناهز 65 عاما ليخلفه بمنصب الرئيس نائبه ميلار فيلمور (Millard Fillmore).
خلال السنوات التالية، ظهرت العديد من الروايات التي تحدثت عن إمكانية تسميم الرئيس تايلور. وقد سجلت هذه النظريات انتشارا واسعا عقب حادثة اغتيال أبراهام لينكولن. وبعد مضي أكثر من قرن، رفضت الدراسات العلمية والتقارير الطبية نظرية التسمم مرجحة وفاة تايلور بسبب أعراض مرض أصاب جهازه الهضمي.