مسلسلات رمضان 2024
حين قصف فيتنام بـ352 ألف طن من المواد الحارقة
07/02/2024

خلال القرن الماضي، شهدت الحرب العالمية الأولى ظهور العديد من الأسلحة المتطورة التي ساهمت في زيادة غير مسبوقة بأعداد القتلى مقارنة بالحروب السابقة. وإضافة للمدافع الثقيلة والسلاح الكيميائي والدبابات والطائرات، شهدت الحرب العالمية الأولى، لأول مرة بالتاريخ، استخدام قاذف اللهب المضاد للأفراد. وفي البداية، عانى هذا السلاح، الذي ابتكره الألمان، من نقائص عديدة. وبالسنوات التالية، عرفت الأسلحة الحارقة تطورات هامة. وقد سجل هذا النوع من الأسلحة تفدما ملحوظا بالحرب العالمية الثانية تزامنا مع ظهور النابالم (Napalm).

حين قصف فيتنام بـ352 ألف طن من المواد الحارقة صورة رقم 1

الاستخدام بالحرب العالمية الثانية
ما بين عامي 1942 و1943، تمكنت الولايات المتحدة الأميركية، بفضل مجموعة من العلماء بجامعة هارفارد، من تطوير النابالم الذي مثّل سائلا هلاميا يلتصق بالجلد وقابل للاشتعال. وأثناء الحرب العالمية الثانية، اتجهت واشنطن لتجربة هذا السلاح خلال عمليات قصف طالت كلا من برلين وطوكيو. وبالعاصمة اليابانية، تسببت القنابل الحارقة المستخدمة، عام 1945، في ظهور حرائق هائلة أسفرت عن تخريب قسم هائل من المدينة ومقتل ما يزيد عن 100 ألف ياباني ضمن واحدة من أعنف عمليات القصف التي سجلها التاريخ البشري.

حين قصف فيتنام بـ352 ألف طن من المواد الحارقة صورة رقم 2

إلى ذلك، سجل أول استخدام للنابالم خلال قصف استراتيجي طال برلين يوم 6 آذار/مارس 1944. وبعدها بفترة وجيزة، استخدم النابالم مرة ثانية من قبل فرقة المقاتلات 368 الأميركية يوم 27 آذار/مارس 1944 ضد أهداف ألمانية بمنطقة كومبيين (Compiègne) بفرنسا. أيضا، لم يتردد البريطانيون في اعتماد نفس هذا السلاح الحارق ضد فرقة إس إس 17 بانزرجرينادير (17 SS Panzergrenadier) الألمانية يوم 14 تموز/يوليو 1944.

حين قصف فيتنام بـ352 ألف طن من المواد الحارقة صورة رقم 3

352 ألف طن من النابالم على فيتنام
وعقب الحرب العالمية الثانية، استخدم النابالم مجددا بالحرب الكورية لوقف تقدم قوات كوريا الشمالية داخل أراضي جارتها الجنوبية. وبناء على عدد من التقارير، استخدم الأميركيون خلال عمليات القصف، ضد أهداف كورية شمالية وصينية، كميات هائلة من النابالم بلغت أحيانا أكثر من 250 ألف لتر بالعملية الواحدة. من جهة ثانية، انتقد رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل بشدة استخدام القوات الأممية، التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية، للنابالم ضد الكوريين الشماليين واصفا هذا السلاح بغير الإنساني.

حين قصف فيتنام بـ352 ألف طن من المواد الحارقة صورة رقم 4

وخلال حرب الهند الصينية الأولى ما بين عامي 1946 و1954، لم يتردد الفرنسيون في استخدام النابالم ضمن عمليات قصف قادوها، في البداية، اعتمادا على طائرات جو 52 (Ju-52) ألمانية استولوا عليها عقب نهاية الحرب العالمية الثانية. لاحقا، استخدم الفرنسيون قاذفات قنابل أميركية من نوع بي 26 (B 26) لتنفيذ مثل هذه العمليات. وبحرب فيتنام، استخدم الأميركيون النابالم بشكل مكثف وغير مسبوق بسبب تأثيره النفسي على مقاتلي الفيت كونغ وحلفائهم. وحسب العديد من المصادر، ألقى الأميركيون أكثر من 352 ألف طن من النابالم على فيتنام ما بين عامي 1963 و1973. ويتجاوز هذا الرقم بشكل كبير كمية النابالم المستخدمة بكل من الحرب الكورية، والمقدرة بحوالي 29354 طن، والحرب العالمية التي ألقيت خلالها نحو 15 ألف طن من النابالم على اليابان. وبفيتنام، استخدم هذا السلاح ضد العسكريين والبنايات والدبابات وخطوط السكك الحديدية والغابات التي تحصن بها مقاتلو الفيت كونغ وأوقع في الآن ذاته خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين.

حين قصف فيتنام بـ352 ألف طن من المواد الحارقة صورة رقم 5