عالم القراصنة من العوالم المجهولة لكثير منا برغم تناولها بشكل كبير في عدد من الأفلام العالمية، إلا أنها تبقى بكل تأكيد تحمل في طياتها العديد من الألغاز الغامضة والغير واضحة، ولعل أبرزها هي كنوز القراصنة والتي حصلوا عليها من خلال قيامهم بعملياتهم في عرض البحار بمهاجمة السفن، والحصول على صناديق الذهب والمجوهرات التي كان بعضها يقوم بنقلها من مكان لآخر أو تهريبها لأماكن لا يعلمها أحد.
الأمر لا يتوقف فقط على كيفية الحصول على تلك الكنوز ولكن أيضا على كيفية إخفائها بعد أن ينجح القراصنة في الاستيلاء عليها، فهناك العديد من الروايات التي تحمل كثير من الحقائق المخيفة والمرعبة حول قيام القراصنة بحماية كنوزهم المخبأة، بواسطة لعنات يستخدمون فيها تعاويذ السحر الأسود وأن كل من حاول الوصول إليها أصابته تلك اللعنات وسوف نعرض أمثلة على ذلك توضح تلك الأمور.
كنور القراصنة في شواطئ جزيرة تشارلز
تقع تلك الجزيرة في ولاية كونيتيكت الأمريكية، وبالتحديد في منتزه الولاية سيلفر ساندز وفي الخارج من بلدة ميلفورد، والجزيرة نفسها متواضعة نوعا ما، وهي مجرد قطعة من الصخور الرملية غير المأهولة التي تتصل بالبر الرئيسى بواسطة قطعة من الرمل، تتلاشى وتظهر مرة أخرى مع المد والجزر، وتبلغ مساحتها 14 فدانا فقط في المنطقة، وتتجمع فيها العديد من أسراب الطيور.
لتلك الجزيرة تاريخ غامض ومخيف بدأ مع قائدة قبيلة بيوجيست أمريكية الأصول، والتي كانت تعيش على تلك الجزيرة والتي كان يهبط عليها العديد من المستوطنين البيض ويتسببون في العديد من المشاكل، فقام قائد تلك القبيلة بنسج لعنة قوية حولها لمنع هؤلاء البيض من دخول الجزيرة ونجح بالفعل في ذلك، حيث كانت تهب الرياح بشدة عند قدوم أحدهم وتمنعه بالفعل من الهبوط عليها.
إلا أنه في عام 1699 نجح القرصان الأسكتلندي الأسطوري ويليام كيد في الوصول للجزيرة والهبوط عليها وقام بإخفاء كنز كبير عليها، وأحاطه بلعنة تمنع أي شخص من الحصول عليه، وترك ويليام الجزيرة ورحل إلى "بوسطن" إلا أنه تم القبض عليه بتهمة القرصنة وتم إعدامه، وحتى الآن لم يستطيع أحد الحصول على كنزه، ويحكى أن مجموعة من الرجال نجحوا في عام 1850 من الوصول للكنز بالفعل، إلا أنهم عندما حاولوا الحصول عليه هاجمهم هيكل عظمي ضخم يرميهم بنيران زرقاء وقد قتل بعضهم وفر البعض الآخر وتدور حول الجزيرة الكثير من حكايات وروايات الأشباح حتى يومنا هذا.
جزيرة فولي في ولاية كارولينا الجنوبية
يتسم تاريخ هذه الجزيرة بأنه مظلم بشكل مخيف حيث حالات القتل والسرقة والنهب التي حدثت على أرضها على مر العصور بدأت بحرب شرسة بين السكان الأصليين وبين المستوطنين أدت إلى قتل الآلاف وتعفن جثثهم وانتشار مرض الكوليرا، كما استخدمها القراصنة في فترة من الفترات معقل لهم ومركزا يقومون منه بشن هجماتهم على الطريق التجاري الذي يمر بالقرب من تلك الجزيرة.
في عام 1832 تعرضت لكارثة مروعة عندما غرقت سفينة ركاب بالقرب منها وكانت تحمل على متنها ما يقرب من 120 شخص هبطوا على تلك الجزيرة، ولم يتم إنقاذهم وانتشر بينهم مرض غامض أدى إلى تعفن أجسادهم حتى لقوا حتفهم، وفي عام 1863 كان هناك قتال شرس بين قوات الاتحاد والقوات الكونفدرالية حول جزيرة موريس القريبة، وتم نقل العديد من الجرحى إلى مستشفى ميداني أقيم في جزيرة فولي، والذي كان يستخدم كمنطقة انطلاق خلال الحرب وقد مات العديد من الجرحى هناك وتعفنت أجسادهم.
أثناء تلك الحرب قابل ضابط يدعى "يوكوم" امرأة عجوز وبرفقتها طفل صغير وأخبرته أن هناك ستة قراصنة قد قاموا بدفن عدة صناديق من الذهب خلف كوخها بين شجر البلوط، وقالت أنهم قاموا بقتل واحد منهم ووضعوا جثته مع تلك الصناديق كما أخبرته أن على ما يبدو أن هناك شبح بهذا القرصان يقوم بحماية الكنز، ويعاقب كل من يقترب منه وحذرته من محاولة الوصول لذلك الكنز.
إلا أن يوكوم لم يستمع إليها وذهب هو وأحد زملائه إلى المكان الذي وصفته له المرأة وقاموا بالحفر وبدأت ريح قوية تهب عليهم، وكلما زاد الحفر زادت الرياح حتى كادت تقتلعهم، وفجأة ظهر لهم شبح ضخم الجثة ينظر إليهم نظرة مخيفة مما دفعهم إلى الهرب والركض بأقصى سرعة لهم، واستطاعوا الهرب بالفعل منه وحتى وقتنا هذا لم يستطع أحد الحصول على ذلك الكنز.
كنز القرصان لافيت جين
أحد أبرز مشاهير القراصنة والذي دارت حوله العديد من الأساطير وعمل مع القوات الأمريكية لفترة كما عمل جاسوسا لصالح الأسبان لفترة أخرى، ومن خلال عملياته التي قام بها حصل على العديد من الكنوز التي تم دفنها في عدة أماكن متفرقة أبرزهم مكان يدعى "جراند تير" يقع في جزيرة تدعى "بورجن"، وهناك مخابئ ضخمة مفترضة لكنوز لافيت على طول نهر ميرمينتاو، ونهر كساسيو، ونهر سابين، وفولر بلوف، وولاية فلوريدا.
وأصبحت كنوز القراصنة المنسوبة إلى لافيت هدفا لكل هواة البحث عن الكنوز الثمينة وقيل أن البعض عثر على أجزاء من تلك الكنوز، بينما لم يحصل أحد على كنز كبير أو مجموعة من الأشياء الثمينة التي تخص القرصان الفرنسي لافيت جين وما زال البحث جاريا حتى الآن.