عقب نجاح الثورة البلشفية التي قادها فلاديمير لينين وأنصاره، غاصت روسيا بداية من يوم 7 تشرين الأول/نوفمبر 1917 بأهوال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من خمس سنوات وانتهت بمقتل ما بين 7 و12 مليون شخص وانتصار البلاشفة وقيام الاتحاد السوفيتي. وفي خضم هذا النزاع، حضي البلاشفة بدعم العديد من الأجانب الذين حلوا للقتال لجانبهم. وقد تضمنت قائمة هؤلاء المتطوعين أشخاصا من المجر ولاتفيا والصين.
المجريون
مع بداية الحرب الأهلية، تواجد داخل السجون والمعتقلات الروسية نحو 500 ألف مجري ممن وقعوا بقبضة الروس خلال الحرب العالمية الأولى. ومع حاجتهم الماسة للمقاتلين، دعا البلاشفة هؤلاء الأسرى المجريين للالتحاق بقواتهم للقتال ضد الجيش الأبيض وأنصار النظام القيصري. وعلى الرغم من رفض الأغلبية لهذا الطلب وتخييرهم البقاء داخل المعتقلات في انتظار تحريرهم، وافق نحو 60 ألف مجري على مساندة البلاشفة.
وأثناء العمليات القتالية، رفض هؤلاء المجريون ارتداء بدلات الجيش الأحمر مفضلين بدلا من ذلك ارتداء عدد من الأزياء العسكرية التقليدية المجرية. وأثناء الحرب، قاتلت القوات المجرية ضد فرق القوزاق التابعة للجيش الأبيض وتمكنت من إخضاع مناطق عديدة بكل من سيبيريا والأورال وعند ضفاف نهر الفولغا. وبحلول شهر آذار/مارس 1919، فضّل عدد كبير من هؤلاء المقاتلين المجريين العودة لبلادهم للدفاع عن الجمهورية السوفيتية المجرية التي ظهرت يوم 21 آذار/مارس 1919. إلى ذلك، فشل هؤلاء المقاتلون في الدفاع عن هذه الجمهورية السوفيتية التي سرعان ما انهارت بحلول آب/أغسطس من العام نفسه.
اللاتفيون
خلال الحرب العالمية الأولى، قاتل اللاتفيون لصالح الجيش الإمبراطوري الروسي. ومع اندلاع الحرب الأهلية عام 1917، لم يتردد عدد كبير من الجنود اللاتفيين في الالتحاق بالجيش الأحمر. وخلال العام 1919، دافع اللاتفيون عن بيتروغراد ضد قوات نيقولاي يودينيش (Nikolai Yudenich). فضلا عن ذلك، واجه اللاتفيون عام 1920 قوات الجنرال أنتون دينيكين (Anton Denikin)، التابع للجيش الأبيض، على مشارف موسكو وحاربوا ضد الجيش الأبيض، بقيادة بيوتر ورينغل (Pyotr Wrangel)، بالقرم.
وبموطنهم لاتفيا، فشل هؤلاء الجنود في إرساء نظام سوفيتي. وخلال شهر يناير/جانفي 1920، اضطر فلاديمير لينين للإعتراف بجمهورية لاتفيا المستقلة. عقب نهاية الحرب الأهلية الروسية، حضي عدد كبير من هؤلاء اللاتفيين بمناصب هامة صلب الجيش الأحمر السوفيتي. وضمن سياسة التطهير العظيم الستالينية خلال الثلاثينيات، عزل وأعدم أغلبهم بأوامر مباشرة من جوزيف ستالين.
الصينيون
مع بداية الثورة البلشفية، تواجد بروسيا نحو 200 ألف صيني. وبينما اتجه بعضهم للقيام بأعمال نهب أملا في جمع ثروة، فضّل حوالي 40 ألف صيني الالتحاق بالجيش الأحمر لمساندة ما وصفوها بالثورة العمالية. إلى ذلك، قاتل هؤلاء المتطوعون الصينيون ضمن فرق تكونت من بضعة آلاف وتواجدت صلب عدد من أكبر الجيوش التابعة للجيش الأحمر. وحسب تقارير تلك الفترة، تواجد الصينيون ضمن فرق كل من فاسيلي شاباييف (Vasily Chapayev) وسيميون بوديوني (Semyon Budyonny). فضلا عن ذلك، تواجد بعضهم ضمن قوات الحرس الشخصي التابعة لفلاديمير لينين. مع عودتهم لوطنهم عقب نهاية الحرب الأهلية الروسية، التحق هؤلاء المقاتلون بالحزب الشيوعي الصيني وقاتلوا لجانبه خلال الحرب الأهلية الصينية التي انتهت بقيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949.