أثار فوز عارضة الأزياء كارولينا شينو، البالغة من العمر 26 عاماً، بلقب "ملكة جمال اليابان"، جدلاً واسعاً بسبب أصولها الأوكرانية، وطالت لجنة الحكام انتقادات لاذعة لاختيارهم فائزة ذات أصول أوروبية بمسابقة خاصة باليابانيات. وقالت كارولينا، التي تعيش في مدينة ناغويا اليابانية منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وتتحدث اليابانية بطلاقة: أردت أن يتم الاعتراف بي كشخصية يابانية.
وأضافت أنها واجهت صعوبات في قبولها كمواطنة يابانية بسبب مظهرها، معربة عن أملها في أن يؤدي فوزها إلى تغيير الآراء بشأن من يمكن اعتباره يابانياً. وتابعت كارولينا: "في نهاية المطاف، نحن نعيش في عصر التنوع؛ حيث التنوع مطلوب. هناك الكثير من الناس مثلي يشعرون بالقلق من الفجوة بين مظهرهم و(من هم)". وواصلت: "لقد قيل لي دائماً إنني لست يابانية، لكنني يابانية تمامًا، لذلك دخلت ملكة جمال اليابان وأنا أؤمن بنفسي حقًا. لقد كنت سعيدةً حقًا لأنه تم الاعتراف بي بهذه الطريقة".
تتويج شابة أوكرانية بلقب ملكة جمال اليابان
وتعليقاً على الجدل الذي رافق إعلان فوز كارولينا المولودة في أوكرانيا بلقب ملكة جمال اليابان، كتب المؤرخ هيرو ياماشيتا على منصة "إكس": التمييز العنصري غير مقبول على الإطلاق، ولكن إذا كانت مسابقة ملكة جمال نيبون مبنية على مفهوم الجمال، فأنا شخصياً أتمنى أن تكون مبنية على معايير الجمال الياباني. مع ظهور كارولينا شينو، ليس لدى الفتاة اليابانية (عرقياً) أية فرصة للفوز في ظل قيم الجمال الحديثة.
تعد اليابان دولة متجانسة عرقيا ولديها مستويات منخفضة نسبيا من الهجرة، الأمر الذي دفع السلطات في السنوات الأخيرة إلى الضغط من أجل المزيد من المقيمين والعمال الأجانب لسد الفجوات التي خلفتها شيخوخة السكان. وتكافح البلاد لتحقيق التوازن بين وجهات نظرها المحافظة بشأن الهجرة والحاجة إلى عمال جدد وأصغر سنا، رغم أن استطلاعا أجراه مركز "بيو" للدراسات عام 2018، أظهر أن نسبة 59% من الشعب الياباني يعتقد أن المهاجرين سيجعلون البلاد أقوى.
كتبت إحدى المعلّقات على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" المعروفة سابقًا باسم "تويتر": "كارولينا يابانية الية فلا حرج في (فوزها)"، مقارنة إياها بالعديد من الرياضيين المولودين في الخارج الذين مثلوا اليابان في المسابقات الرياضية الدولية، وأضافت: "إنهم يابانيون، وكذلك كارولينا".
وأشاد آخرون بحبها للبلاد، إذ طرح أحد مستخدمي "إكس" سؤالا وكتب: "الكثير من اليابانيين لا يقدّرون اليابان، فلماذا هناك مشكلة في أنّها تعتزّ باليابان، حيث عاشت منذ أن كانت طفلة، لدرجة أنها أصبحت مواطنة يابانية مجنّسة، وقبلت التحدي المتمثّل بأن تصبح ملكة جمال نيبون وتُوّجت بلقب ملكة جمال نيبون"؟.
فيما قال آخر: "اعتقد أن منشوراتها على انستغرام كانت مهذّبة ومكتوبة بشكل جيد، وهي لا تتمتع بالجمال فحسب، بل تتمتع أيضًا بروح التناغم اليابانية. هذه هي ملكة جمال اليابان". لكن آخرين تساءلوا عما إذا كان شخص ليس من أصل ياباني يمكن أن يجسد المثل العليا للجمال في البلاد.
من جانبه، كتب المؤرخ هيرو ياماشيتا عبر "إكس": "التمييز العنصري غير مقبول على الإطلاق، ولكن إذا كانت مسابقة ملكة جمال اليابان مبنية على مفهوم الجمال، فأنا شخصياً أتمنى أن تكون مبنية على معايير الجمال الياباني". وتابع: "مع ظهور كارولينا شينو، ليس لدى الفتاة اليابانية (عرقيًا) أي فرصة للفوز في ظل قيم الجمال الحديثة".
ويأتي فوز شينو بعد نحو 10 سنوات على تتويج أريانا مياموتو، أول متسابقة ثنائية العرق، بلقب ملكة جمال اليابان، وهي واحدة من ألقاب عدة أخرى حققتها على المستوى الوطني. واصلت مياموتو تمثيل اليابان في مسابقة ملكة جمال الكون لعام 2015. ومسابقة ملكة جمال نيبون ليست جزءًا من دائرة مسابقة ملكة الجمال الدولية، وليست منتسبة إلى المسابقات العالمية مثل ملكة جمال العالم وملكة جمال الكون.
وأقيمت أول مسابقة لملكة جمال نيبون في عام 1950، برعاية إحدى أكبر الصحف اليابانية، يوميوري شيمبون. وقد تم تأسيسها في الأصل لاختيار سفيرة النوايا الحسنة لدى الولايات المتحدة كي تعرب عن شكر اليابان للمساعدات الإنسانية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.