أظهرت صور مذهلة ثوران بركان جديد يقع شمال بلدة غريندافيك بجنوب غربي آيسلندا، اليوم الأحد، قرب موقع ثوران بركاني سابق وقع في ديسمبر/كانون الأول. وكان النشاط الزلزالي تصاعد ليل السبت الأحد، وأجلت السلطات أهالي غريندافيك فجر الأحد. وحدث شق في جانبي السدود التي بدأ بناؤها شمال غريندافيك، بحسب مكتب الأرصاد الآيسلندي.
كما أظهرت مشاهد حية تدفق الحمم البرتقالية اللون وخلفها سماء معتمة، فيما كان اللهب منتشرا، ويغطي المكان بشكل مروع. وهذا خامس ثوران بركاني في آيسلندا خلال عامين. وكان الأخير في 18 ديسمبر في نفس المنطقة جنوب غربي العاصمة ريكيافيك. وغريندافيك قرية صغيرة معروفة بصيد الأسماك ويبلغ عدد سكانها قرابة 4000 نسمة. وقد أخليت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني كإجراء احترازي. ومنذ ذلك الحين، سُمح للأهالي بالعودة لفترات مقتضبة قبل الإعلان عن أوامر إخلاء مجددا ليلا.
نهر من الحمم.. ثوران بركان آيسلندا
فقد وصل الثوران البركاني المستمر في جنوب غرب أيسلندا الأحد إلى ميناء غريندافيك، حيث احترق منزلان طالتهما حمم بركانية، بحسب ما أظهرت مشاهد من كاميرات مراقبة عرضها التلفزيون الرسمي. وكان الثوران البركاني بدأ صباح الأحد قرب ميناء غريندافيك، حيث أُجلي السكان ليلاً بصورة عاجلة.
وتصاعد النشاط الزلزالي بشكل كبير خلال الليل، فيما أُجلي عشرات من سكان غريندافيك قرابة الساعة الثالثة فجراً (03,00 ت غ)، وفق هيئة البث الآيسلندية العامة. وكان الثوران بدأ قرابة الثامنة صباحاً في شمال غريندافيك، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الآيسلندية. وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات المراقبة تدفقات كبيرة من الحمم البرتقالية حصلت فجراً على طول الشق.
"شق جديد"
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الآيسلندية في نشرة حديثة أصدرتها في منتصف النهار "لقد حدث شق جديد خارج حدود غريندافيك". فيما أعلنت الهيئة صباحاً "حدوث شق في جانبي السدود التي بدأ بناؤها شمال غريندافيك"، مشيرةً إلى أنّ "محيط الشق بات يبعد حوالى 450 متراً من المنازل الواقعة في أقصى شمال المدينة".
إخلاء عاجل
وقال الرئيس غودني ثورلاسيوس يوهانسون، في منشور عبر منصة اكس، "لقد أُخليت المدينة بنجاح خلال الليل ولا يواجه أي شخص وضعاً خطراً، لكنّ البنية التحتية مهددة"، مشيراً إلى أنّ "الرحلات الجوية مستمرة". وأكد رئيس بلدية غريندافيك فانار يوناسون أنّ الشق الجديد "أحدث وضعاً جديداً، لكننا عاجزون عن فعل أي شيء"، لافتاً إلى أنّ الوضع مقلق.
وهذا خامس ثوران بركاني في آيسلندا منذ نحو ثلاث سنوات. ويعود آخر ثوران إلى 18 كانون الأول/ديسمبر في المنطقة نفسها الواقعة على بعد حوالى أربعين كيلومترا جنوب غرب العاصمة ريكيافيك. وغريندافيك قرية صغيرة معروفة بصيد الأسماك وتضم نحو 4000 نسمة. وقد أخليت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر كإجراء احترازي بعد وقوع مئات الزلازل الناجمة عن تحرّك المواد المنصهرة تحت القشرة الأرضية، في مؤشر الى حدوث ثوران بركاني وشيك. وتسببت الزلازل بأضرار للمدينة وأحدثت شقوقاً كبيرة في طرقها ومنازلها والمقار الرسمية فيها.
محطة للطاقة الحرارية الأرضية
وبعيد ثوران البركان في 18 كانون الأول/ديسمبر، سُمح للأهالي بالعودة لفترات مقتضبة ثم بشكل دائم منذ 23 كانون الأول/ديسمبر، قبل الإعلان عن أوامر إخلاء جديدة ليلاً. لكن لم يعد سوى بضع عشرات من السكان إلى منازلهم. وأصدرت السلطات مساء السبت أمراً بإخلاء المدينة بحلول الاثنين، بسبب النشاط الزلزالي فيها وتأثيره على الشقوق الموجودة أصلاً في المدينة. وتعيّن على السلطات تسريع عملية الإخلاء ليلاً.
يأتي هذا القرار في أعقاب فقدان آيسلندي يبلغ 51 عاماً كان يعمل على سد شق في حديقة خاصة عندما انهارت الأرض فجأة تحت قدميه الأربعاء. وبعد عمليات بحث مكثفة استمرت 48 ساعة، قررت السلطات تعليقها مساء الجمعة نظرا لخطورة المكان. وسقط الرجل الذي لم يُعثر عليه، في فجوة يزيد عمقها على 30 متراً.
وتراقب السلطات محطة سفارتسينغي للطاقة الحرارية الأرضية، الواقعة في المنطقة نفسها والتي توفر الكهرباء والماء لنحو 30 ألف نسمة في المنطقة. وتحظى منشآت هذه المحطة بحماية يوفرها جدار. وتضم آيسلندا 33 بركاناً نشطاً على الأقل، وهو أعلى عدد في أوروبا.