يوم 7 ديسمبر 1941، أقدمت طائرات سلاح البحرية اليابانية على مهاجمة قاعدة بيرل هاربر الأميركية بعرض المحيط الهادئ معلنةً بذلك دخول اليابان الحرب العالمية الثانية. وخلال الساعات التي تلت الهجوم الدامي على بيرل هاربر، لم تتردد فيالق سلاح البحرية وجيش البر الياباني في مهاجمة المستعمرات البريطانية والأميركية بشرق آسيا. وفي الأثناء، اتحذ القائد النازي أدولف هتلر يوم 11 ديسمبر 1941 قراراً غريباً أثار قلق كبار الجنرالات بالجيش الألماني حيث عمد الأخير حينها لمساندة حلفائه اليابانيين عن طريق إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية. ومن خلال قراره هذا، آمن أدولف هتلر بإمكانية فتح اليابانيين لجبهة إضافية بالشرق ضد الاتحاد السوفيتي.
طيلة السنوات التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، ركّز اليابانيون على تطوير سلاحي البحرية والطيران. وانطلاقاً من ذلك، تمتعت اليابان بتفوق بحري هام حيث امتلكت الأخيرة العديد من حاملات الطائرات والبوارج الحربية المتطورة تزامناً مع بداية الحرب. فضلاً عن ذلك، امتلك اليابانيون طائرات متطورة ومتفوقة تكنولوجيا. وقد مثلت الطائرة المقاتلة، وقاذفة القنابل، اليابانية ميتسوبيشي آي 6 أم (Mitsubishi A6M)، المعروفة أيضاً بميتسوبيشي زيرو، إحدى أهم الطائرات المتطورة تكنولوجيا على ساحات المعارك حيث أرقت هذه الطائرة الأميركيين على ساحة المحيط الهادئ بفضل سرعتها وقدرتها على المراوغة.
وفي مقابل تطويرها للقطع البحرية والطائرات، أهملت اليابان سلاح جيش البر حيث تحدث اليابانيون عن إمكانية الاعتماد على الأسلحة المتوسطة والخفيفة، بالنسبة لجيش البر، لضمان الهيمنة اليابانية على جزر المحيط الهادئ. إلى ذلك، اكتفى اليابانيون بتزويد جيش البر بدبابات متوسطة وخفيفة من نوع 97 تشي ها (97 Chi-Ha) المزودة بمدفع قتال عيار 57 ملم والنسخة المطورة منها من نوع 97 شينهوتو تشي ها (Type 97 Shinhōtō Chi-Ha) التي امتلكت مدفعاً عيار 47 ملم وبلغ وزنها نحو 16 طناً. ومع دخول الدبابة الأميركية أم 4 شيرمان (M4 Sherman) الخدمة خلال الحرب العالمية الثانية، أثبتت استراتيجية الجيش الياباني فشلها حيث تمكنت هذه الدبابة الأميركية من تدمير نظيرتها اليابانية وأحدثت الفارق على ساحات القتال بجزر المحيط الهادئ.
أمام هذا الوضع، اتجه اليابانيون للتحرك عن طريق التوجه نحو حلفائهم الألمان لطلب المساعدة. وبتلك الفترة، أثبتت الدبابات الألمانية تفوقها على ساحات القتال على الجبهتين الغربية والشرقية. وعقب زيارات عديدة للجبهة الشرقية، أعجب السفير الياباني ببرلين الجنرال هيروشي أوشيما (Hiroshi Ōshima) بدبابة تايغر 1 (Tiger I) الألمانية حيث تميزت الأخيرة بسمك دروعها ووزنها المقدر بحوالي 54 طناً ومدفعها عيار 88 ملم الذي كان قادراً على اختراق دروع دبابات الحلفاء بسهولة. وقبل ذلك، استورد اليابانيون عام 1943 نسختين من دبابات بانزر 3 الألمانية. ومع بلوغها اليابان، كان هذا النوع من الدبابات قد فقد فاعليته على ساحات القتال، حيث أنتج الحلفاء حينها دبابات أكثر تطوراً تجاوزت البانزر 3.
مقابل مبلغ تجاوز 600 ألف رايخ مارك ألماني، حصل اليابانيون على مخططات ونسخة من الدبابة تايغر 1. وبالتزامن مع ذلك، أكد السفير الياباني ببرلين أن هذه الدبابة ستقلب الحرب بالمحيط الهادئ لصالح اليابان حال بداية تصنيعها بشكل مكثف. إلى ذلك، عجز اليابانيون عن نقل هذه الدبابة نحو بلادهم بسبب حجمها واستحالة تفكيكها ونقلها على متن الغواصات. من جهة ثانية، مثلت المسافة بين ألمانيا واليابان وهيمنة سفن الحلفاء على مناطق محورية بالمحيطات عائقاً ثانياً أمام مهمة نقل الدبابة تايغر نحو اليابان. عقب إنزال نورماندي يوم 6 يونيو 1944، اتجه الألمان لتجميع كل الدبابات المتوفرة لديهم لصد تقدم الحلفاء. وانطلاقاً من ذلك، استعاد الألمان دبابة تايغر 1 التي اشترتها اليابان أثناء تواجدها بمدينة بوردو الفرنسية. وفي الأثناء، وافقت السلطات اليابانية على شراء هذه الدبابة لصالح فرقة المدرعات 101 التابعة لقوات الأس أس (SS) الألمانية.