مسلسلات رمضان 2024
هكذا نجا صانع أسلحة هتلر من المحاكمة الدولية
08/01/2024

خلال فترة الثلاثينيات، نجحت ألمانيا في إعادة تسليح نفسها لتستعيد بذلك مكانتها العسكرية بالقارة الأوروبية. فعقب حصوله على منصب المستشار سنة 1933 واستفراده بالسلطة بالعام التالي، أمر أدولف هتلر بإعادة بناء القوة العسكرية للجيش الألماني ضاربا بذلك عرض الحائط ما جاء بمعاهدة السلام التي وقعت عقب نهاية الحرب العالمية الأولى والتي حدّت من تسليح ألمانيا. ولتحقيق رغبته في إعادة تسليح الجيش الألماني، اعتمد أدولف هتلر أساسا على مؤسسة كروب (Krupp) المختصة في مجال إنتاج الصلب والذخائر والأسلحة التي أدارها بتلك الفترة غوستاف كروب فون بوهلين أوند هالباخ (Gustav Krupp von Bohlen und Halbach).

هكذا نجا صانع أسلحة هتلر من المحاكمة الدولية صورة رقم 1

كروب بالحرب العالمية الأولى
مع وفاة مالك مؤسسة كروب فريدريش ألفرد كروب (Friedrich Alfred Krupp) عام 1902، ورثت ابنته بيرثا كروب (Bertha Krupp)، البالغة من العمر 16 سنة، هذه المؤسسة العائلية العملاقة المختصة في مجال إنتاج الصلب والأسلحة. وإيمانا منه بعدم قدرة امرأة على الاهتمام بهذه المؤسسة العملاقة والحيوية لبلاده، أشرف الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني (Wilhelm II) شخصيا على مهمة البحث عن زوج ملائم لبيرثا كروب. وانطلاقا من ذلك، تزوجت بيرثا كروب بحلول العام 1906 من غوستاف كروب فون بوهلين أوند هالباخ الذي مثّل حفيد الجنرال الألماني الأميركي هنري بوهلين (Henry Bohlen).

هكذا نجا صانع أسلحة هتلر من المحاكمة الدولية صورة رقم 2

أثناء فترة الحرب العالمية الأولى، فازت مؤسسة كروب بعقود صناعية عديدة مع الجيش الألماني. وبفضل ذلك، أنتجت هذه المؤسسة العديد من المدافع العملاقة ووفرت كميات هائلة من الحديد الذي استخدم في بناء السكك الحديدية والغواصات والسفن الحربية. وبخرق واضح لما جاء بمعاهدة فرساي، باشر غوستاف كروب بتسليح ألمانيا بشكل سري، عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، اعتمادا على شركات تابعة له نشطت على أراضي دول أخرى.

هكذا نجا صانع أسلحة هتلر من المحاكمة الدولية صورة رقم 3

تسليح ونجاة من العقاب
على الرغم من معارضته بادئ الأمر للحزب النازي، وافق غوستاف كروب عقب لقاء سري جمعه بأدولف هتلر خلال شهر شباط/فبراير 1933 على دعم الحزب النازي بالانتخابات عن طريق تقديم مبلغ مليون رايخ مارك للنازيين. وعقب صعود النازيين وحصولهم على مقاليد السلطة، لم يتردد غوستاف كروب في إنتاج أعداد كبيرة من الدبابات والمدافع لصالح جيش البر الألماني. فضلا عن ذلك، وفّر الأخير كميات هائلة من الصلب لأحواض بناء السفن والغواصات الألمانية التي استغلتها البحرية الألمانية.

هكذا نجا صانع أسلحة هتلر من المحاكمة الدولية صورة رقم 4

وخلال الحرب العالمية الثانية، مثّلت مؤسسة كروب القلب النابض لآلة الحرب الألمانية التي اعتمدت كثيرا على منتجات هذه المؤسسة لإنجاح عملياتها العسكرية على مختلف الجبهات. من جهة ثانية، لم يتردد غوستاف كروب، إضافة لابنه ألفرد، في الاعتماد على أسرى الحرب بمؤسستهم حيث أجبر هؤلاء على العمل بظروف قاسية شبيهة بالعبودية. يوم 25 تموز/يوليو 1943، اعتمدت بريطانيا على مئات من قاذفات القنابل لشن غارات جوية مدمرة على مصانع مؤسسة كروب. وبسبب ذلك، فقد الجيش الألماني إحدى أهم ركائزه بالحرب العالمية الثانية.

هكذا نجا صانع أسلحة هتلر من المحاكمة الدولية صورة رقم 5

عقب انتصار الحلفاء، وضع اسم غوستاف كروب ضمن قائمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب بمحاكمات نورمبرغ التي مثل خلالها عدد من كبار المسؤولين النازيين أمام القضاء. وفي الأثناء، اتجه الحلفاء لإسقاط اسم غوستاف كروب من قائمة المتهمين بسبب حالته الصحية حيث عانى الأخير منذ أواخر الثلاثينيات من تبعات سكتة دماغية. وأواخر الحرب العالمية الثانية، تدهورت الحالة الصحية لكروب الذي أصبح شبه مشلول.

نن