مسلسلات رمضان 2024
هذا الرجل وصف بأنه العدو رقم 1 لموسكو.. فما السبب؟
02/01/2024

عقب وفاة فلاديمير لينين خلال شهر يناير 1924، عاش الاتحاد السوفيتي على وقع حالة من التخبط بسبب النزاع القائم بين كل من ليون تروتسكي وجوزيف ستالين حول مسألة خلافة لينين على رأس الدولة. وبمساعدة عدد من رفاقه المقربين، تمكن ستالين من الانفراد بالسلطة أواخر العشرينيات على إثر نجاحه في إقصاء تروتسكي ونفيه خارج البلاد. ومع استلامه زمام الأمور صدم ستالين سنة 1928 عند سماعه خبر فرار مساعده الخاص وأمين اللجنة المركزية السوفيتية بوريس باجانوف (Boris Bazhanov) من البلاد، حيث قرر الأخير العبور نحو إيران والانشقاق عن الحزب الشيوعي السوفيتي.

هذا الرجل وصف بأنه العدو رقم 1 لموسكو.. فما السبب؟ صورة رقم 1

الالتحاق بالحزب الشيوعي
خلال العام 1919، التحق بوريس باجانوف، المولود عام 1900 بقرية موهيليف بوديليسكي (Mohyliv-Podilskyi) الأوكرانية، بالحزب الشيوعي السوفيتي. وبالعام التالي، انتقل باجانوف نحو موسكو، حيث درس لوهلة بمجال الهندسة. ومع التحاق أوكرانيا بدول الاتحاد السوفيتي سنة 1922، حصل باجانوف على وظيفة بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي. وبالعام التالي، عيّن الأخير مساعدا وسكرتيرا شخصيا لجوزيف ستالين.

هذا الرجل وصف بأنه العدو رقم 1 لموسكو.. فما السبب؟ صورة رقم 2

أثناء فترة عمله لصالح ستالين، حضر باجانوف العديد من المؤتمرات والاجتماعات السرية بين كل من ستالين ولينين وتروتسكي ودوّن أهم القرارات التي أفضت إليها هذه الاجتماعات. فضلا عن ذلك، تابع مساعد ستالين المؤامرات والقرارات التي صيغت ضد تروتسكي، وحلفائه، خلال اللقاءات السرية التي جمعت ستالين بمساعديه. وبفضل منصبه المقرب من ستالين، نال باجانوف العديد من الترقيات صلب المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي ما بين عامي 1925 و1928.


نشر أسرار حول ستالين والاتحاد السوفيتي
يوم 1 يناير 1928، انشق بوريس باجانوف عن الحزب الشيوعي السوفيتي تزامنا مع عبوره نحو إيران. وبتلك الفترة، عبّر باجانوف عن فقدانه لثقته بالنظام السوفيتي وستالين. ومع مغادرته مطلع العام للأراضي السوفيتية، نجا باجانوف من أولى عمليات التصفية الحزبية التي قادها ستالين ضد المسؤولين السياسيين السوفيت الذين اتهمهم بالتخابر مع تروتسكي.

هذا الرجل وصف بأنه العدو رقم 1 لموسكو.. فما السبب؟ صورة رقم 3

مع انتقاله نحو إيران، تحول باجانوف لعدو للاتحاد السوفيتي واتهم بالخيانة من قبل السلطات السوفيتية التي لم تتردد في وضع خطط بهدف اغتياله. ومع سماعه لخبر توصل السلطات السوفيتية والإيرانية لإتفاق حول مسألة ترحيله، فر باجانوف مجددا وانتقل نحو الهند أين تلقى مساعدة من البريطانيين الذين سهّلوا عملية سفره نحو فرنسا.

هذا الرجل وصف بأنه العدو رقم 1 لموسكو.. فما السبب؟ صورة رقم 4

إلى ذلك، نشر باجانوف العديد من المؤلفات حول ستالين ونظامه كما نقل في الآن ذاته العديد من الأسرار حول الاتحاد السوفيتي وانتقد بشدة الحزب الشيوعي. وبسبب ذلك، قاد الاتحاد السوفيتي العديد من العمليات الفاشلة لاغتيال باجانوف الذي وصفه ستالين بالعدو رقم واحد للبلاد. مع بداية حرب الشتاء بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا عام 1939، حاول باجانوف التأثير على أسرى الحرب السوفيت بهدف تكوين جيش جديد ومحاربة الجيش الأحمر السوفيتي. ومع انطلاق الاجتياح الألماني للأراضي السوفيتية عام 1941، التقى باجانوف بمسؤولين نازيين من أمثال ألفرد روزنبرغ (Alfred Rosenberg) أملا في تكوين حكومة سوفيتية جديدة. وبسبب خلاف حول السياسة الألمانية بالشرق، تراجع سكرتير ستالين السابق عن فكرة التعاون مع النازيين ليعود أدراجه نحو باريس. طيلة السنوات التالية، واصل الاتحاد السوفيتي ملاحقته لباجانوف الذي تمكن من النجاة من محاولات اغتيال عديدة قبل أن يفارق الحياة بشكل طبيعي بباريس يوم 30 كانون الأول/ديسمبر 1982.