ليس من السهل اكتشاف السرطان خاصةً حين تكون الأعراض غير ظاهرة، ولكن هناك من يحالفهم الحظ ويكتب لهم القدر صفحة جديدة. اكتشفت طالبة الطب "سالي روهان" التي تبلغ من العمر 27 عامًا أمرًا غير حياتها تماماً حين كانت في صفها لدراسة الأشعة فوق الصوتية في كلية الطب، حيث اكتشفت أنها مصابة بالسرطان! تدرس "روهان" في كلية الطب في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تتعلم كيفية استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية في صفها الدراسي، وحينها لاحظت شيئًا غريبًا.
وحين تواصلت الطالبة مع معلمتها طالبة منها معرفة النتائج، أخبرتها أنها تبدو وكأنها تعاني من عقيدات في الغدة الدرقية وقالت إنها تصادف نتائج عرضية كل عام في فصولها الدراسية، وأوضحت "روهان" في مقطع فيديو لها على يوتيوب، أنها تعيش في ولايات مختلفة عن طبيبها للرعاية الأولية الذي كان في موطنها بولاية كاليفورنيا، ووجدت نفسها في موقف صعب حيث لم يكن بإمكانها سوى إجراء فحوصات الدم.
وكانت أيضًا على وشك أن تبلغ 26 عامًا، وهو ما يعني في الولايات المتحدة أنه لم يعد بإمكانك الحصول على تأمين صحي بموجب خطة أحد الوالدين وسيتعين عليك إنشاء تأمين صحي خاص بك، مما أدى إلى تأخير الحصول على مزيد من الرعاية الطبية، وظهرت نتائج فحوصات الدم موضحة أن مستويات الهرمونات في الغدة الدرقية لديها طبيعية، ولم تكن تعاني من أي أعراض لمضاعفات الغدة الدرقية.
وبسبب فشل تغطية تأمينها الطبي، قالت "روهان" إنها لم تحصل على فحص رسمي بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية لديها حتى أكتوبر من هذا العام، بعد عام تقريبًا من اكتشاف العقيدات على الغدة الدرقية في الفصل، وعندما ظهرت نتائج الموجات فوق الصوتية الرسمية، قالت روهان إنه تم تشخيص إصابتها بسرطان الغدة الدرقية الحليمي في المرحلة الأولى، وهو الأكثر شيوعًا بين الأنواع الأربعة الرئيسية لسرطان الغدة الدرقية، وفقًا للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، وفي حالتها انتشر السرطان أيضًا إلى العقد الليمفاوية القريبة منها.
خضعت "سالي" مؤخرًا لعملية جراحية لإزالة الورم بعد اكتشاف السرطان في الغدة الدرقية، واعتقد الأطباء في البداية أن الجراحة ستكون بسيطة بما يكفي لتمكينها من العودة إلى المدرسة في غضون أسبوع، ولكن عندما رآها الجراح لإجراء استشارة أولية، قيل لها أن الجراحة قد تستغرق من ست إلى ثماني ساعات وأن "روهان" ستضطر للابتعاد عن الجامعة حتى بعد العطلة الشتوية.
قالت "روهان" على موقع يوتيوب أن التجربة برمتها كانت مرهقة للغاية، لكنها أضافت أن هناك درس إيجابي تعلمته من خلال ما مرت به وهي أنها ستصبح طبيبة أفضل، وأضافت أن تلك التجربة جعلتها أكثر تعاطفًا مع المرضى، وأكثر استيعابًا لما يعانونه من آلام، ومنذ البداية شاركت "روهان" قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي هادفة توعية الناس بأهمية إجراء فحوصات دورية لمرض السرطان. كما أنها من خلال مشاركتها قصتها بثت الأمل في نفوس متابعيها وألهمتهم، خاصة الأشخاص الذين يمرون بنفس التجربة الأليمة.