منذ أسبوعين، وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالذات، احتفل المعروف بلقب "قاضي الإنسانية" لملايين المتجولين في مواقع التواصل، وهو الأميركي فرانك كابريو Frank Caprio الموصوف بأشهر قاض في العالم، بمرور 87 عاما على ولادته في مدينة Providence عاصمة ولاية "رود آيلاند" الأميركية.
إلا أن الأب لخمسة أبناء، له منهم 7 أحفاد، لم يسعد كثيرا بحفل عيد ميلاده هذا العام، فبعد 3 أيام علم بأنه مصاب بسرطان البنكرياس الخطير، ومنذ يومين ظهر في فيديو، نعرضه أدناه، طلب فيه من محبيه الدعاء له بالشفاء من المرض الخبيث، وقال إنه لم يكن على ما يرام بعد الاحتفال بعيد ميلاده "فقد كنت أشعر بتعب، وخضعت لفحص طبي، ولم يكن تقرير الطبيب جيدا"، وفق تعبيره.
قاضي الإنسانية فرانك كابريو يصارع السرطان ويطلب الدعاء له
ومن التقرير علم القاضي كابريو بالخبر الحزين، فظهر بفيديو "فيسبوكي" طلب فيه "من كل واحد منكم أن يصلي من أجلي بطريقته الخاصة"، وتفاءل بأن يرشد الله فريقه الطبي لإيجاد العلاج المناسب له، وأعلن أنه مستعد لمحاربة السرطان قدر المستطاع، لأن "مجرد معرفتي أنكم تفكرون بي يعني لي الكثير"، وفقا لما قال القاضي الذي اشتهر ببرنامجه Caught in Providence حيث يستمع إلى قضايا الأشخاص الحقيقيين في محكمة "بروفيدانس" البلدية.
سورية أمام القاضي كابريو
واعتاد القاضي كابريو على إصدار أحكام مخففة على المخالفين لقوانين المرور بشكل خاص، فيطلب منهم الحضور شخصيا إلى المحكمة للنظر في من سيدفع الغرامة المفروضة عليه، أو قسم منها على الأقل، أو يخرج من القاعة من دون أن يدفع شيئا، لأن القاضي تفهم ظروفه الخاصة فأعفاه من العقوبة، ما جعل الجمهور يمنحه لقب "القاضي الرحيم" أيضا، لتميز أحكامه بالرحمة وتفهم ظروف المتهم لحظة ارتكاب المخالفة.
سورية أمام القاضي الإنساني كابريو
وبحسب الوارد في وسائل إعلام أميركية عدة، فإن البرنامج حقق نسب مشاهدة عالية، بلغت في 2017 أكثر من 15 مليون زيارة، ثم زاد العدد في 2019 عن 100 مليون، منها 30 مليونا لفيديو تم تحميله في يوتيوب وحده. كما اشتهر فيديو، معروض أعلاه، لسورية طلبت المحكمة حضورها شخصيا للنظر بمخالفة مرورية ارتكبتها، فجاءت مع زوجها وابنتها البالغة 8 أعوام، وجرت الأمور بأسلوب إنساني، خرجت بها المهاجرة منذ 3 أعوام من سوريا، معفية من دفع الغرامة.
وكان القاضي كابريو أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي اعتزاله مقاعد القضاة البدلاء بعد 40 عاما من الخدمة التي شغل فيها منصب رئيس قضاة المحكمة البلدية في "رود آيلاند" ورئيس مجلس المحافظين والتعليم فيها أيضا.