مسلسلات رمضان 2024
رفضوا شرطاً مصرياً.. هكذا انهارت لجنة سلام عربية إسرائيلية بالسبعينيات
27/11/2023

بشكل مفاجئ، هاجمت الجيوش الإسرائيلية بداية من يوم 5 حزيران/يونيو 1967 الأراضي المصرية والسورية، معلنة بذلك بداية حرب الستة أيام التي استمرت لحدود يوم 10 حزيران/يونيو 1967. وفي خضم هذا التطور الذي أسفر عن انهيار اتفاقيات هدنة 1949 بين الدول العربية وإسرائيل، تمكن الإسرائيليون، بفضل عامل المفاجأة، من تدمير كميات هائلة من العتاد العسكري المصري. فضلا عن ذلك، أسفرت هذه العملية العسكرية عن سيطرة الإسرائيليين على كل من سيناء وهضبة الجولان السورية.

رفضوا شرطاً مصرياً.. هكذا انهارت لجنة سلام عربية إسرائيلية بالسبعينيات صورة رقم 1

لجنة جارينغ
أملا في البحث عن حل للأزمة العربية الإسرائيلية عقب حرب الستة أيام، عيّنت الأمم المتحدة ا يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر 1967 الدبلوماسي السويدي غونار جارينغ (Gunnar Jarring) للإشراف على مفاوضات سلام بين إسرائيل والدول العربية المحيطة بها. وبسبب ذلك، ظهرت لجنة جارينغ، التي حملت اسم هذا الدبلوماسي السويدي، التي أوكلت لها مهمة دراسة الوضع بالمنطقة وصياغة بنود اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة. إلى ذلك، قبلت كل من إسرائيل ومصر والأردن ولبنان بمحادثات السلام التي تكفلت بتنفيذها لجنة جارينغ. وفي المقابل، عارضت سوريا بشدة الأمر، وتحدثت عن عدم استعدادها لقبول تقارير لجنة جارينغ قبل الانسحاب الإسرائيلي التام من الأراضي التي احتلت خلال حرب 1967. لاحقا، وافقت سوريا عام 1972، بشروط، على الدور الذي لعبته هذه اللجنة الأممية بالمنطقة.

رفضوا شرطاً مصرياً.. هكذا انهارت لجنة سلام عربية إسرائيلية بالسبعينيات صورة رقم 2

فشل لجنة جارينغ
يوم 4 يناير/جانفي 1971، قدّمت لجنة جارينغ تقريرها حول السلام الإسرائيلي المصري وأرسلت نسخة منه لحكومات كل من إسرائيل ومصر. عقب دراستها للتقرير، أعلنت مصر يوم 8 شباط/فبراير من العام نفسه أنها غير مستعدة لقبول مفاوضات سلام مع إسرائيل في حال عدم تلبية شروطها السبعة. وفي الأثناء، تضمنت الشروط المصرية بندا أساسيا نص على انسحاب الإسرائيليين من الأراضي التي احتلوها بداية من يوم 5 حزيران/يونيو 1967. إلى ذلك، رحّبت إسرائيل بقبول المصريين لمبدأ الجلوس لطاولة المفوضات. وبالتزامن مع ذلك، عبّر الإسرائيليون عن رفضهم لفكرة إعادة سيناء للمصريين مؤكدين على عدم استعدادهم للعودة لحدود ما قبل 5 حزيران/يونيو 1967 بسبب الهشاشة الأمنية والتهديد الذي عاشوا على وقعه في السابق عند حدود سيناء.

رفضوا شرطاً مصرياً.. هكذا انهارت لجنة سلام عربية إسرائيلية بالسبعينيات صورة رقم 3

بزيارتها لواشنطن أواخر شباط/فبراير 1973، اقتنعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير بعرض تقدم وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر حيث أكد الأخير على إمكانية إعادة سيناء للمصريين مقابل حفاظ إسرائيل على عدد من النقاط الاستراتيجية بها. وقد جاء هذا العرض الذي تقدم به كيسنجر حينها ليتطابق مع مبدأ السيادة مقابل الأمن.

رفضوا شرطاً مصرياً.. هكذا انهارت لجنة سلام عربية إسرائيلية بالسبعينيات صورة رقم 4

استمرت المشاورات حول اتفاق السلام لحدود العام 1973 من دون أن تسفر عن شيء. وفي خضم هذه المشاورات، طالبت إسرائيل بحوار مباشر مع الدول العربية مؤكدة على ضرورة التوصل لإتفاق سلام دائم مقابل خروجها من الأراضي المحتلة. وفي المقابل، رفضت الدول العربية، التي دعم السوفيت موقفها، الأمر وأكدت عدم قبولها بأي تفاوض قبل انسحاب الإسرائيليين من سيناء والجولان.

رفضوا شرطاً مصرياً.. هكذا انهارت لجنة سلام عربية إسرائيلية بالسبعينيات صورة رقم 5