الحرب، تلك الكلمة القاسية والمظلمة، والتي تحمل في طياتها الكثير من العذاب والذكريات الأليمة. ربما يرى البعض أن لا سبيل لإحلال السلام سوى الحرب، لكن الذريعة السابقة ليست سبباً مقنعاً، ولا حتى كافياً، لتبرير الدمار الناتج. سنعرض لكم في هذا المقال مجموعة من الحروب الدموية والمدمرة، شنها الإنسان على أخيه كي يفرض سيطرته متاجهلاً الكوارث التي حلت على جميع الأطراف. والتصنيف التالي قائمٌ على أكبر عدد من الضحايا.
1. الحرب العالمية الثانية
من الواضح أن الحرب العالمية الثانية هي أكثر الحروب دموية وشناعة على الإطلاق. راح ضحيتها نحو 70 مليون شخص من جميع الأطراف. بدأت الحرب عام 1939، حيث شنت قوى المحور بقيادة ألمانيا النازية هجوماً سريعاً على بولندا متحدية فيه معاهدة فرساي، وبالتالي، العالم أجمع. قامت بعدها قوى الحلفاء بقيادة بريطانيا وفرنسا، ولاحقاً الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، بالتصدي لوحشية آلة الحرب الألمانية، والتي ساندتها إيطاليا الفاشية والامبراطورية اليابانية.
كلفت الحرب ألمانيا والاتحاد السوفياتي الكثير بالدرجة الأولى، كما كانت أول حرب تُستخدم فيها الأسلحة النووية، حيث ألقت الولايات المتحدة بقنبلتين نوويتين على اليابان. ولن نستطيع أن ننسى جرائم النازية ضد الأقليات العرقية والدينية الأخرى، وخاصة مذابح الهولوكست. وانتهت الحرب عام 1945 بغزو ألمانيا واقتسامها لاحقاً من قبل المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي. لذا كانت هذه الحرب عاملاً مفصلياً في تغيير السياسة العالمية حتى يومنا هذا.
2. الغزو المغولي
غزا المغول بقيادة (جنكيز خان) مساحات شاسعة جداً من العالم، فقد وصلو إلى الشرق الأوسط وقلب أوروبا جالبين معهم الدمار أينما حلوا. منذ بداية القرن الثالث عشر، احتل المغول نحو 20% من الكرة الأرضية. وانتشرت امبراطوريتهم من آسيا إلى أوروبا الشرقية. أما أرقام الضحايا فكانت مخيفة، حيث قتل المغول نحو 60 إلى 70 مليون شخص خلال غزواتهم. وهناك أسطورة تفيد بقيام مليون صيني بقتل أنفسهم خوفاً من الغزو المغول. يبدو أن الانتحار أفضل من القتل على يد المغول.
3. الحرب العالمية الأولى
انلدعت الحرب العظمى كما كانت تسمى وقتها عام 1914 وانتهت عام 1918، مات جراءها نحو 17 مليون شخصٍ وكانت سبباً غير مباشرٍ باندلاع الحرب العالمية الثانية وصعود الفاشية والنازية. وبدأت الحرب نتيجة مقتل أرشديوق النمسا على يد قومي صربي، لذا قامت امبراطورية النمسا-المجر بالتحالف مع الامبراطورية الألمانية، وخططت لغزو صربيا والبلقان بالكامل. صرحت الامبراطورية الروسية أنها ستتصدى لهذا الغزو، وتحالفت مع الامبراطورية البريطانية وفرنسا لتطويق الألمان.
انتصرت برطانيا وحلفاؤها في هذه الحرب، وتفككت الامبراطوريات السابقة وصعدت الشيوعية في روسيا. بالإضافة إلى تقسيم ممتلكات الامبراطورية العثمانية (التي شاركت إلى جانب الألمان والنمساويين) وبروز الولايات المتحدة كقوة عظمى. ومن نتائج الحرب أيضاً توقيع معاهدة فرساي، والتي وضعت شروطاً قاسية جداً على ألمانيا كانت سبباً في صعود النازية وتنامي الحس القومي المتطرف في ألمانيا. كما تشكلت نتيجة الحرب “عصبة الأمم المتحدة” والتي أصبحت اليوم منظمة “الأمم المتحدة”، بالطبع، لم تسطع العصبة إحلال السلام بشكل تام، لذا حلّت الكارثة الأكبر بعد 21 سنة.
4. الحرب الصينية وصعود سلالة تشينغ
قامت سلالة تشينغ الصينية في القرن السابع عشر بخوض حرب شرسة ضد سلالة مينغ الحاكمة وقتها، واستمرت الحرب لأكثر من 60 سنة توفي جراءها نحو 25 مليون صيني. استمرت سلالة تشينغ بحكم البلاد حتى بدايات القرن العشرين، حيث تحولت الصين إلى جمهورية.
5. الحروب النابليونية
إنها سلسلة من الحروب شنها الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت ضد معظم القوى الكبرى في أوروبا. حيث تحولت فرنسا إلى قوة عظمى تحت حكم نابليون، واجتاحت جيوشها معظم القارة ناشرة الدمار والرعب. لكن نابليون ارتكب خطأ جسيما (كالخطأ الذي ارتكبه الزعيم النازي ادولف هتلر) عندما قرر اجتياح الامبراطورية الروسية عام 1812.
زحفت الجيوش الفرنسية حتى العاصة سان بطرسبرغ، ولكن الشتاء الروسي القارس قد حطّم آمال الفرنسيين، وباءت الحملة بفشل ذريع. توفي نتيجة هذه الغزوات نحو 6.5 مليون أوروبي، ولم تستطع فرنسا بعد الهزيمة فرض سيطرتها على القارة الأوروبية مجدداً.