صرّح باحثون بقيادة عالم الحفريات الشهير، لي بيرغر، في يونيو/حزيران الماضي، بأنهم اكتشفوا عدة عينات من "هومو ناليدي" (وهو إنسان متسلق للأشجار من العصر الحجري) مدفونة على عمق 30 مترًا في كهف، وهو أحد مواقع "اليونسكو"، بالقرب من جوهانسبرغ.
وكتب العلماء: "هذه هي أقدم الدفنات المسجلة حتى الآن، أي أقدم من الأدلة على دفنات الإنسان العاقل بما لا يقل عن 100 ألف عام". تتحدى النتائج الفهم الحالي للتطور البشري، حيث يُعتقد عادةً أن تطور الأدمغة بشكل أكبر يسمح بأداء أنشطة معقدة "لصنع المعنى"، مثل دفن الموتى.
أقدم المدافن التي تم اكتشافها سابقًا، والتي تم العثور عليها في الشرق الأوسط وأفريقيا، كانت تحتوي على بقايا الإنسان العاقل عمرها 100 ألف عام، والتي تنتمي أيضًا إلى "هومو ناليدي"، وهو إنسان بدائي يجمع بين القرود والإنسان الحديث، والذي كان لديه دماغ بحجم البرتقالة تقريبًا ويبلغ طوله 1.5 متر.
مع أصابع اليدين والقدمين المنحنية، والأيدي والأقدام التي تستخدم للمشي، فإن الأنواع التي اكتشفها بيرغر، قد قلبت بالفعل فكرة أن مسارنا التطوري كان خطًا مستقيمًا. كما تم العثور على دفنات بيضاوية الشكل في مركز الدراسات الجديدة خلال أعمال التنقيب التي بدأت، في عام 2018.
الثقوب التي يقول الباحثون إن الأدلة تشير إلى أنها تم حفرها عمدًا ثم ملئها لتغطية الجثث، تحتوي على خمسة أفراد على الأقل. وقال الباحثون: "تظهر هذه الاكتشافات أن الممارسات الجنائزية لم تقتصر على الإنسان العاقل أو غيره من أشباه البشر ذوي أحجام المخ الكبيرة". وأضافوا أن موقع الدفن ليس العلامة الوحيدة على أن "هومو ناليدي" كان قادرًا على السلوك العاطفي والمعرفي المعقد.