أكّد علماء البيئة أنه بدخول عصر الـ"أنثروبوسين"، الذي أصبح فيه البشر القوة المهيمنة، التي تقود التغيير في جميع النظم البيئية، ومن خلال تأثيره على الغلاف الجوي والغلاف المائي والمحيط الحيوي، أصبح التنوع البيولوجي العالمي في أزمة، مع حدوث انقراض الأنواع بمعدل 1000 ضعف ما قبل الإنسان.
وقال علماء البيئة إن معالجة هذه الأزمة هي واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البشرية سواء كان ذلك من خلال فقدان السهول والقوى المتنوعة لتغير المناخ والإفراط في الاستخراج أو التلوث بالمواد البلاستيكية والمواد الكيميائية، ومع تضافر بعض قوى التغيير هذه، يتم دفع النظم البيئية إلى ما هو أبعد من نقاط الانهيار القصوى بمعدل أسرع. ووجد العلماء خلال جائحة "كوفيد-19"، أن حالات الأمراض الحيوانية المنشأ العكسية، التي أصبح فيها البشر مستودع ومصدر عدوى للحيوانات الأليفة والبرية، أكدت مدى ارتباط مصير البشرية وجميع الكائنات التي تتقاسم المحيط الحيوي.
يؤكد مشروع "نصف الأرض"، أنه "فقط من خلال الحفاظ على 50% من السهول العالمية، سنتمكن من الحفاظ على 85% من الأنواع، لكن تخصيص الأراضي لصالح الطبيعة، كما هو الحال في المتنزهات والمحميات، كان يعني في كثير من الأحيان حرمان السكان الأصليين من أراضيهم، بدلًا من احترام دور الشعوب الأصلية في الحفاظ على المحيط الحيوي وإعطائه الأولوية".
وفي حين أن الحجم المتزايد للمناطق المحمية (إلى 17 في المئة من الأراضي و10 في المئة من المحيطات، على التوالي بحلول عام 2020) أمر مشجع، فإن فعالية إدارتها في الحفاظ على التنوع البيولوجي لا يزال بحاجة تحديد إلى حد كبير، بحسب دراسة نُشرت في مجلة علمية.
ومع ذلك، فإننا ندرك أنه يمكن أيضًا دعم التنوع البيولوجي في كل مكان وفي كل ما نقوم به. يمكن للمناظر الطبيعية الحضرية أن تدعم قدرًا أكبر من التنوع البيولوجي مثل الملقحات، ويمكن أن تسهم المناظر الطبيعية المزروعة اعتمادًا على كثافة الزراعة. لم يعد يتم اصطحاب أطفال المدارس في رحلات إلى الطبيعة، بدلا من ذلك، أصبحوا يتعلمون في أماكن مغلقة، يطورون فيها علاقة متبادلة مع الأرض والعالم الحي.