عقب تدهور العلاقات بين واشنطن وطوكيو، هاجمت الطائرات اليابانية بشكل مفاجئ يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941 قاعدة بيرل هاربر الأميركية بجزر هاواي متسببة بذلك في توسع الحرب العالمية الثانية نحو ساحة المحيط الهادئ. وعقب صدور تقارير أشارت لمقتل نحو ألفي عسكري أميركي وإتلاف نسبة هامة من المواد العسكرية بهجوم بيرل هاربر، لم تتردد الولايات المتحدة الأميركية باليوم التالي في اعلان الحرب على اليابان.
وعقب تفوق استمر لأشهر، تلقت البحرية اليابانية صفعة قاسية خلال شهر حزيران/يونيو 1942 ضمن معركة ميدواي (Midway) حيث خسر اليابانيون بهذه المعركة 4 من حاملات طائراتهم ليفقدوا بذلك جانبا هاما من ترسانتهم البحرية. وعلى الرغم من هذا النجاح الباهر بمعركة ميدواي، عاش الأميركيون بعد بضعة أشهر على وقع انتكاسة كبيرة حيث تعرضت احدى أهم حاملات طائراتهم لهجوم ياباني أدى لتدميرها وغرقها.
أهم حاملات الطائرات الأميركية
إلى ذلك، باشرت الولايات المتحدة الأميركية ببناء حاملة الطائرات يو أس أس هورنيت سي في 8 USS Hornet CV-8)) خلال العام 1939. وبحلول منتصف كانون الأول/ديسمبر 1940، كانت يو أس أس هورنيت جاهزة. وقد تم تسليح الأخيرة، قبل إدخالها الخدمة ضمن الأسطول الأميركي، يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 1941 أي قبل أسابيع فقط من هجوم بيرل هاربر الياباني. وحسب التصاميم، بلغ طول يو أس أس هورنيت 252.2 متر بينما قدّر شعاعها بحوالي 35 مترا. من جهة ثانية، بلغ وزن حاملة الطائرات هذه 29581 طنا وقد زودت الأخيرة بمحركات بلغت قوتها 150 ألف حصان وهو ما خوّل لها بلوغ سرعة قصوى قدرت بنحو 60 كلم بالساعة.מمن جهة ثانية، زودت يو أس أس هورنيت بدروع تراوح سمكها بين 64 و102 ملم كما امتلكت الأخيرة 8 مدافع عيار 127 ملم و24 مدفع عيار 20 ملم إضافة لنحو 16 رشاشة عيار 14 ملم. وحسب التصاميم الأميركية، كانت يو أس أس هورنيت قادرة على نقل 90 طائرة حربية لتصنف بذلك ضمن قائمة أهم حاملات الطائرات الأميركية بتلك الفترة.
انتكاسة للبحرية الأميركية
خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تحولت يو أس أس هورنيت لرمز من رموز البحرية الأميركية بسبب مشاركتها بالعديد من المهام الصعبة. فيوم 18 نيسان/أبريل 1942، نقلت الأخيرة قاذفات قنابل أميركية من نوع بي 25 ميتشل (B-25 Mitchell) لقصف طوكيو ويوكوهاما ضمن عملية دوليتل (Doolittle). وبعد أقل من شهرين، كانت يو أس أس هورنيت حاضرة خلال معركة ميدواي التي انتهت لصالح البحرية الأميركية وقلبت موازين الحرب لصاح الولايات المتحدة الأميركية.צوأثناء معركة جزر سانتا كروز (Santa Cruz) أواخر تشرين الأول/أكتوبر 1942، عرفت حاملة الطائرات يو أس أس هورنيت نهاية سيئة صنفت كإحدى أهم النكسات بتاريخ البحرية الأميركية.
فيوم 26 تشرين الأول/أكتوبر 1942، أصيبت يو أس أس هورنيت بثلاثة قنابل ألقتها إحدى قاذفات القنابل اليابانية من نوع أياشي دي 3 آي (Aichi D3A). فضلا عن ذلك، عمد طياران يابانيين انتحاريان على الإصطدام بحاملة الطائرات الأميركية التي ضلت ثابتة بمكانها عقب تعطل محركاتها. لاحقا، حاول الأميركيون سحب يو أس أس هورنيت لمكان آمن اعتمادا على عدد من مدمراتهم. وبسبب بطء عملية نقلها، تعرضت يو أس أس هورنيت لهجوم جوي ياباني ثاني ألحق بها أضرارا جسيمة. مع تيقنهم من عدم قدرتهم على إنقاذها، تخلى الأميركيون على يو أس أس هورنيت التي أغرقت خلال الليلة الفاصلة بين يومي 26 و27 تشرين الأول/أكتوبر 1942 بهجوم شنته المدمرتان اليابانيتان ماكيغومو (Makigumo) وأكيغومو (Akigumo). وعقب هذا الهجوم، فقدت البحرية الأميركية أهم حاملات طائراتها التي غاصت نحو أعماق المحيط الهادئ متسببة بدورها في مقتل نحو 150 بحار وتدمير قسم هام من الطائرات التي تواجدت على متنها.