لأول مرة منذ نحو 30 عاماً، ترسل الأمم المتحدة نهاية هذا الأسبوع بعثة إلى إقليم ناغورنو كاراباخ بهدف تقييم الحاجات الإنسانية، وفق ما أعلن المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك. وقال المتحدث إن "حكومة أذربيجان والأمم المتحدة اتفقتا على إرسال بعثة إلى المنطقة"، مبيناً أنها ستصل نهاية هذا الأسبوع. كما أوضح أن المنظمة لم تتمكن من دخول هذه المنطقة "منذ نحو ثلاثين عاماً".
خطط طوارئ
إلى ذلك، طلب الصليب الأحمر اليوم الجمعة ما يزيد على عشرين مليون يورو لتلبية الحاجات الإنسانية المتنامية مع نزوح الأرمن من الإقليم الانفصالي إثر العملية العسكرية لأذربيجان. وقام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بتفعيل خططه للحالات الطارئة واستنفر مئات من الموظفين والمتطوعين.
الوضع على الأرض كارثي
من جانبها، قالت المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوروبا بريجيت بيشوف ايبيسن في بيان إن "الوضع على الأرض كارثي". وحتى الجمعة، عبر نحو 89 ألف لاجئ من أصل 120 ألفا هو التعداد الرسمي لسكان الإقليم، الحدود فرارا من هيمنة باكو. ويهدف المبلغ الذي طلبه الصليب الأحمر (20 مليون فرنك سويسري تساوي 20,7 مليون يورو) إلى تقديم مساعدة إنسانية لعشرات آلاف الأشخاص الذين غادروا الإقليم، فضلا عن دعمهم ودعم المجموعات المحلية التي تساعدهم على مدى أبعد. ويؤكد الاتحاد الدولي أن ما تقدمه المجموعات المحلية من مساعدة غير كاف، فالحاجات الإنسانية تزداد أكثر وأكثر، والخدمات الأساسية مثل المستشفيات تكاد تلفظ أنفاسها، ومع قرب حلول الشتاء تصبح الملاجئ أمرا حيويا.
وقف النار
وكان انفصاليو هذا الإقليم أعلنوا الأسبوع الماضي (20 سبتمبر 2023)، موافقتهم على وقف النار، إثر تعرضهم لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة على يد الجيش الأذري، بعد يوم واحد من تفجر القتال. يذكر أن أذربيجان وأرمينيا، الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، خاضتا حربين للسيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه والذي تسكنه غالبية من الأرمن، الأولى في تسعينيات القرن الماضي والثانية عام 2020. ورعت موسكو اتفاقاً لوقف النار أنهى المعارك في 2020، ونشرت قوة لحفظ السلام هناك، لكن تلك القوات لم تمنع هجوم القوات الأذربيجانية الخاطف الأسبوع الماضي، ما أغضب يريفان بشكل كبير.