عقب وفاة فلاديمير لينين سنة 1924، تمكن جوزيف ستالين من إزاحة منافسه ليون تروتسكي ليستفرد بذلك بالسلطة. فبدعم من رفاقه المقربين، أقدم ستالين على نفي تروتسكي نحو منطقة نائية من البلاد مجرداً إياه من كامل مناصبه الرسمية. وبالفترة التالية، طرد تروتسكي من الاتحاد السوفيتي واضطر للتنقل بين العديد من الدول قبل أن يستقر بالمكسيك.
لوحة زيتية تجسد جوزيف ستالين
وعلى مدار نحو ربع قرن، حكم ستالين الاتحاد السوفيتي بقبضة من حديد وتسبب في مقتل ما لا يقل عن 20 مليون شخص ليصنف بذلك ضمن قائمة أكثر الشخصيات دموية بالتاريخ البشري. وقبل تزعمه للاتحاد السوفيتي، حظي ستالين بسجل مدني حافل أثناء فترة روسيا القيصرية حيث تعرض للسجن والنفي بأكثر من مناسبة.
صورة ملونة اعتماداً على التقنيات الحديثة لستالين عقب وقوعه بقبضة الشرطة
قبل 1910
اعتقل ستالين لأول مرة بحياته من قبل الشرطة القيصرية خلال عام 1902 وهو في السادسة والعشرين من العمر. وبسبب أنشطته الثورية المشبوهة، مكث لوهلة بسجني باطومي (Batumi) وكوتايسي (Kutaisi) قبل أن ينفى نحو سيبيريا لـ3 سنوات. ومن خلال هذا الإجراء، حاولت السلطات الروسية إبعاده قدر الإمكان عن مركز السلطة بسانت بطرسبرغ. وفي الأثناء، لم يمكث ستالين بالمنفى طويلاً. فبعد نحو شهر، فرّ من منفاه واختفى مثيراً بذلك حيرة رجال الأمن الروس.
ستالين عقب اعتقاله عام 1911
وعقب أحداث عام 1905، اعتقل مجدداً خلال مارس 1908 وأرسل نحو سجن باكو (Baku) بأذربيجان. وبحلول فبراير 1909، نقل نحو سولفيتشيغودسك (Solvychegodsk)، على بعد 210 كلم شرق سانت بطرسبرغ، ووضع بالإقامة الجبرية تحت رقابة أمنية مشددة. غير أن فترة الاعتقال الثانية لم تدم طويلاً. فبحلول يونيو 1909، فرّ مجدداً واختفى عن الأنظار.
ما بعد 1910
خلال ربيع عام 1910، وقع ستالين مجدداً بقبضة رجال الأمن الروس. ومرة أخرى، أرسل نحو سولفيتشيغودسك حيث قضى 9 أشهر قبل أن يهرب. ومع اعتقاله للمرة الرابعة، نفي ما بين أواخر عام 1911 وفبراير 1912 نحو فولوغدا (Vologda) التي مكث بها لمدة وجيزة قبل أن يفر نحو سانت بطرسبرغ.
ستالين عام 1917
إلا أن فترة إقامته بسانت بطرسبرغ لم تدم طويلاً. فبحلول أبريل 1912، اعتقل مجددا وأرسل نحو مدينة ناريم (Narym)، بسيبيريا، التي فر منها بعد 38 يوماً فقط. وبحلول مارس 1913، نفي للمرة الأخيرة نحو أشينسك (Achinsk) بسيبيريا بعد أن صدر في حقه حكم بالنفي 4 سنوات. وقبل نهاية فترة نفيه، حصل على حريته بفضل نجاح ثورتي فبراير وأكتوبر 1917.