حاول الإعلامي الأرجنتيني "سانتياجو باروس"، باستخدام الذكاء الاصطناعي، إنشاء صور لما قد يبدو عليه الأطفال الذين اختفوا أثناء فترة الديكتاتورية في سبعينيات القرن الماضي. وكيف أصبح شكلهم حاليًا. ويقوم "باروس" يوميًا بتحميل هذه الصور إلى حساب عبر إنستجرام يسمى "iabuelas"، أي البحث عن المفقودين بالذكاء الاصطناعي.
وقال باروس لوكالة أسوشيتد برس: "لقد رأينا صور معظم المختفين، لكن ليس لدينا صور لأطفالهم، هؤلاء الأطفال الذين سُرقوا". وخلال فترة الديكتاتورية الدموية في الأرجنتين من عام 1976 إلى عام 1983، نفذ المسؤولون عمليات سرقة منهجية للأطفال الرضع من المعارضين السياسيين الذين تم اعتقالهم أو إعدامهم والتخلص منهم دون أن يتركوا أثرا.
وباستخدام تطبيق Midjourney، والمواد الفوتوغرافية المقدمة من الأطراف المهتمة. يجمع "باروس" صور الآباء والأمهات المختفين من الأرشيف العام لموقع "الجدات". وينشئ صورًا لما قد تبدو عليه وجوه أطفالهم كبالغين اليوم. ولا ينوي المشروع أن يحل محل الجهود التي تترأسها مجموعة "الجدات" للتعرف على الأحفاد من خلال اختبار الحمض النووي. والمقدرين بنحو 500 طفل. تم تحديدد أماكن 133 منهم خلال التحليل الجيني.
وتقدر المجموعة مبادرة "باروس". لكنهم يحذرون من أن الأداة الوحيدة المعصومة لربط هؤلاء الأشخاص بعائلاتهم الأصلية هي اختبار الحمض النووي الذي لا يزال يجريه بنك البيانات الوراثية الوطني، الذي روجوا لإنشائه في عام 1987. ولاحظ المتابعين لحساب "iabuelas" في الصور ميلًا نحو التوحيد القياسي. مما أثار تساؤلات حول مدى تقريبها من الواقع. لكن في حالات أخرى، أصيبت العائلات التي تبحث عن قريب مفقود بالصدمة من التشابه الذي وجدته في تلك الوجوه مع أقارب الدم.
في الشهر الذي انقضى منذ إطلاق مبادرة "باروس"، لم تكن هناك أي حالات معروفة لأشخاص بالغين يرون أنفسهم مشابهين لإحدى صوره ثم يبدأون عملية رسمية لتحديد الهوية. وأقر باروس بأن التطبيق قد يكون منحرفًا. لكنه أشار إلى أن العديد من الأشخاص المختفين لديهم أسلاف أوروبيون، في بلد يتمتع بهجرة أوروبية قوية.