قالت صحيفة بريطانية، في تقرير نشرته، إن متسلقي الجبال ذُهلوا بسبب سرقة استهدفت صندوق تبرعات على قمة أحد الممرات الجبلية الأشد وعورة في سويسرا، حيث جلب اللصوص معدات تسلق الجبال، واستخدموا سلماً صلباً وأسلاكاً مثبتة بسطح الصخور للوصول إلى بغيتهم، على بعد 8 آلاف قدم فوق سطح البحر (2.4 كيلومتر). وسُرق ما بين 400 و500 فرنك سويسري (نحو 503 دولارات)، من صندوق تبرعات نادي لوكرباد للتسلق، بالقرب من قمة جبل داوبينورن.
لصوص يَصلون لصندوق تبرعات فوق جبال الألب
كان صندوق التبرعات، الذي أسسه نادي تسلق محلي لجمع تبرعات صيانة الممر الجبلي، مفتوحاً عنوةً ومحطماً أسفل لافتة تقول: "تبرعاتكم تكفل الصيانة من أجلنا". يعد هذا الممر هو الأطول في سويسرا، وينتمي إلى الممرات شديدة الصعوبة ذات مستوى K5 (أي ثاني أشد المستويات صعوبة) من الممرات التي تحمل تصنيف "Via ferrata"، الذي توصف به جولات التسلق الأشد صعوبة في جبال الألب.
يُعتقد أن يكون اللصوص من متسلقي جبال الألب المتمرسين، الذين كانوا على دراية بالمنطقة، ووصلوا متأهبين بالمعدات القوية اللازمة لكسر صندوق التبرعات بـ"القوة الغاشمة"، وذلك حسبما قال باتريك غريتشينغ، أحد أعضاء مجلس النادي. وأوضح أن السرقة كان مخططاً لها مسبقاً. وأضاف في حديثه: "هؤلاء ليسوا متسلقين عاديين. إنه صندوق كبير لا يمكنك فتحه عن طريق مفك براغي".
اللصوص تسلقوا آلاف الأمتار
يقع الصندوق أمام حديقة يتوقف عندها المتسلقون للراحة بعد تسلق لـ3000 قدم من منحدر شديد. ويصعد هذا الممر نحو 50 متسلقاً يومياً في موسم الذروة. يعتقد غريتشينغ أنهم تسلقوا إما في الصباح الباكر وإما في الليل. وحتى بعد أن رُكبت السلالم والكابلات في 2015، لا يزال الممر يصعب الوصول إليه إلا عن طريق المتسلقين المتمرسين، وقد صدمت السرقة مجتمع المتسلقين.
سأل النادي على موقع فيسبوك: "أي نوع من الأشخاص يكون هؤلاء؟"، ووصف السرقة بأنها "إهانة كبيرة" أظهرت "انعدام الاحترام" تجاه المجتمع. وقال النادي: "يعتني نادي التسلق بممر الـVia ferrata هذا بدون مقابل، لا نطلب شيئاً، والآن سرق شخصٌ ما الأموال التي جرى التبرع بها لصيانته".
وكتب المتطوعون: "بدلاً من وضع المال في الصندوق للصيانة، سُرقت الأموال". وأضافوا: "لا نتمنى أن يحدث أي شيء سيئ للجناة، بل إنهم سوف يعانون من تأنيب الضمير بقية حياتهم في كل مرة يسافرون إلى الجبال". وقال النادي إنه يعتقد أن اللصوص واصلوا رحلتهم إلى أعلى القمة البالغة نحو 10 آلاف قدم، مما أدهش أعضاء النادي. قال غريتشينغ: "لم أكن سأقدر على مواصلة التسلق وفي حقيبة ظهري مال ليس ملكي. يجب أن تتحلى بالأخلاق بداخلك في مكان ما".
تبرعات لتعويض الأموال المسروقة
في سياق متصل، فقد تبرع رجل أعمال محلي بـ500 فرنك لتعويض الأموال المسروقة، بينما لجأ فاعلو الخير وعشاق التسلق إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع. كتب أحد المتسلقين، ويدعى باتريك هنان، على موقع فيسبوك: "رجاء لا تشعروا بخيبة أمل، لأن هؤلاء من فعلوا ذلك أقلية صغيرة للغاية، وبقيتنا يقدّر حقاً ما تفعلونه. أنا سعيد للتبرع من أجل تعويض الخسارة". وعلق أحد أعضاء رابطة متسلقين مجرية قائلاً إنهم أجروا تحديثات على أساليب جمع التبرعات الخاصة بهم لتتضمن رموز الاستجابة السريعة، بسبب عدم أمان أساليب التبرع نقداً.
تعد معدلات الجريمة في سويسرا بين الأقل على مستوى العالم، إذ تأتي في المركز الحادي عشر بعد اليابان، وذلك وفقاً لمؤشر السلام العالمي. لكن البلاد عانت من سلسلة من السرقات التي تستهدف ماكينات الصراف الآلي خلال السنوات الأخيرة. لدى سويسرا أعلى انتشار لماكينات الصرافة في أوروبا، إضافة إلى أن نحو ثلث المدفوعات في هذا المركز المالي الأوروبي تُقدَّم باستخدام العملة الصعبة، وهي نسبة أكبر من غالبية الأنظمة الاقتصادية الأخرى.