تصدر اسم وزير خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، الترند في ليبيا، عقب ما أثارته من جدل جراء لقاء جمعها بوزير خارجية الكيان الصهيوني، إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي. وثار الليبيون غضبا على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ووزيرة خارجيتها وسط اتهامات بجر البلاد نحو التطبيع، ما دفع الحكومة إلى إيقاف نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيا وإحالتها للتحقيق. كما كلف عبد الحميد الدبيبة وزير الشباب فتح الله عبد اللطيف بتسيير العمل بوزارة الخارجية، فيما وضع الأمن الداخلي لحكومة الدبيبة نجلاء المنقوش على قائمة الممنوعين من السفر.
غضب شعبي
ورفضاً لما قامت به نجلاء المنقوش، اقتحم محتجون ليبيون، مبنى وزارة الخارجية في العاصمة طرابلس، للتنديد بلقائها بوزير خارجية الكيان الإسرائيلي إيلي كوهين. وأظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات المحتجين وهم يحاولون خلع أبواب مبنى الوزارة وتطويق محيطه بالسيارات، رافعين شعارات تطالب بمحاسبة الوزيرة وبإسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي اتهموها بالخيانة وبالفساد.
كما خرجت مظاهرات غاضبة في العاصمة طرابلس ومدن مصراتة والزاوية والزنتان وتاجوراء وصرمان وبني وليد، وأغلقت عدة طرق رئيسية، كما تم إحراق العجلات المطاطية وصور وزيرة الخارجية، حيث اعتبر المحتجون أن ما قامت به المنقوش يعدّ "خطوة مسيئة للشعب الليبي ولدولته، وأن الوزيرة تجاوزت الخطوط الحمراء للدولة".
بيان أهالي الزاوية يطالبون المجلس الأعلى للقضاء بإسقاط حكومة الدبيبة ومحاسبة نجلاء المنقوش
"خطوة تخالف القواعد"
بدوره، وصف المجلس الأعلى للدولة الليبي لقاء نجلاء المنقوش بالإسرائيلي إيلي كوهين،"خطوة مخالفة لقواعد مقاطعة إسرائيل" وطالب بمحاسبة المعنيين وضمان عدم تكرار الأمر. ودعا المجلس في بيان إلى "اتخاذ ما يلزم من إجراءات وعلى نحو عاجل إزاء محاسبة المعنيين، بما يكفل عدم ترتب أية نتائج على ذلك اللقاء وبما يحول دون تكراره". ووصف البيان القضية الفلسطينية بأنها "القضية الأم التي توحد كل الأطياف والأطراف الليبية مهما كانت اختلافاتهم وتوجهاتهم وستظل كذلك".
أما مجلس النواب الليبي فقد دعا أعضاءه إلى جلسة طارئه لمناقشة التطورات الأخيرة في هذا الملف،بينما شدد المجلس الرئاسي على أن هذا اللقاء لا يعبر عن السياسة الخارجية ولا الثوابت الوطنية في ليبيا. كما شدد على أن بيان خارجية الكيان الصهيوني كان مفاجئاً، لافتاً إلى "أنهم طلبوا من الحكومة توضيحات، وتحقيقا موسعا مع المنقوش لمعرفة ما حدث"،محملا في ذلك حكومة الدبيبة مسؤولية ما حصل.
لقاء عارضي وغير رسمي
في المقابل، قالت وزارة الخارجية، إن ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير معدّ مسبقا ولم يتضمنّ أيّ مباحثات أو مشاورات أو اتفاقات. وأشارت إلى أن المنقوش "رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ ممثلٍ للكيان الإسرائيلي ومازالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع، ووفقا لنهج حكومة الوحدة الوطنية الليبية، والمواقف الراسخة في وجدان الشعب الليبي". كما نفت الوزارة "جملة وتفصيلا ما ورد من استغلال من قبل الصحافة العبرية والدولية ومحاولتهم إعطاء الحادثة طابع اللقاء أو المحادثات أو حتى الترتيب أو مجرد التفكير في عقد مثل هكذا لقاءات".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد أعلن الأحد أنه التقى مع الوزيرة الليبية في روما، الأسبوع الماضي في أول اجتماع على الإطلاق بين وزيري خارجية البلدين. وقال كوهين "تحدثت مع وزيرة الخارجية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها العلاقات بين البلدين". إلى ذلك، أكد مسؤولون سياسيون كبار أن هذا اللقاء "لم يكن صدفة ودام أكثر من ساعة"، كما تم الاتفاق مسبقاً على نشره، وفق ما نقل موقع واي نت الإسرائيلي.
المنقوش تغادر ليبيا
ومع الغضب الشعبي، تداولت بعض التقارير الإعلامية خبرا يفيد بمغادرة المنقوش البلاد عبر مطار معيتيقة متوجهة نحو تركيا إلا أن جهاز الأمن الداخلي أكد عدم قيامه بتسهيل سفرها، قائلا إنه "لم تمر عبر الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياقات المتعارف عليها". وأشار إلى أن لديه تسجيل كاميرات مراقبة المغادرة بالمطار، وقد أدرج اسمها في قوائم الترقب بالمنافذ لحين امتثالها للتحقيق، في إشارة إلى منع سفرها مؤقتاً.