يتأهب سكان ولاية كاليفورنيا الأمريكية، لوصول إعصار "هيلاري"، مساء الأحد، رغم أن الرياح القوية المصاحبة له قد وصلت بالفعل إلى سواحل الولاية. وتخطت سرعة الرياح ظهر الأحد بالتوقيت المحلي، 140 كيلومترا في الساعة، في ولاية باخا كاليفورنيا المكسيكية، على امتداد الساحل الأمريكي إلى الجنوب.
ويتجه الإعصار شمالا بمحاذاة الساحل نحو ولاية كاليفورنيا الأمريكية، التي تستعد له رغم توقعات هيئة الأرصاد بأن يتحول إلى مجرد عاصفة مدارية قوية نسبيا قبل وصوله. ويعد "هيلاري" أول إعصار يصل إلى سواحل الولاية خلال 84 عاما، الأمر الذي دفع السلطات لإصدار تحذيرات من إمكانية اضطرارها لإجلاء بعض السكان.
وحذر خبراء الأرصاد في الولايات المتحدة، من أنه رغم الضعف الذي بدأ يُظهره الإعصار هيلاري- أثناء اتجاهه نحو ساحل المحيط الهادئ في المكسيك وكاليفورنيا– لا يزال من الممكن أن يتسبب في فيضانات "تشكل خطرا على الحياة". وتوفي شخص واحد بعد أن جرفته المياه أثناء عبور مجرى مائي في باخا كاليفورنيا.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الرجل كان مسافرا في سيارة مع أبنائه البالغين 7 سنوات و 15 سنة و 22 سنة، وامرأة، وقد نجوا جميعا من الحادث. وقالت نانسي وورد، من مكتب حاكم الولاية إن "هيلاري" يمكن أن يصبح أحد أسوأ العواصف التي تضرب الولاية خلال عقد كامل.
وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، في آخر تحديث له في السادسة صباحا بتوقيت غرينتش الأحد، إن الإعصار كان على بعد 145 كيلومترا جنوب أقصى نقطة في غرب باخا كاليفورنيا في بونتا يوجينيا. وأضاف المركز أن "هيلاري سينتقل إلى نقطة بالقرب من الساحل الغربي الأوسط لشبه جزيرة باخا كاليفورنيا" صباح الأحد ثم سينتقل بعدها عبر جنوب كاليفورنيا بعد ظهر الأحد.
ونقلت وكالة أنباء أسوشيتيد برس عن جون كانغيالوسي، من كبار المتخصصين في الأعاصير في المركز الوطني الأمريكي للزلازل، تصريحاته أدلى بها السبت الماضي: "يبدو أن هيلاري يضعف بسرعة". وأضاف: "تمتلئ عين الإعصار والقمم السحابية في جدار العين بينما ترتفع درجة حرارة المطر خلال الساعات العديدة الماضية".
وكان الإعصار هيلاري في وقت سابق يحمل تصنيف عاصفة قوية من الفئة الثالثة مع بلوغ سرعة الرياح إلى 209 كيلومترات في الساعة. وتوقع المركز أن يصل ارتفاع الأمطار إلى 25 سنتيمتر في بعض المناطق في جنوب كاليفورنيا وجنوب نيفادا، وأشار إلى أنه من المتوقع أيضا حدوث فيضانات "خطيرة إلى كارثية".
وفي سان دييغو، أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية في وقت سابق تحذيرا من "تزايد احتمالات" حدوث فيضانات مفاجئة. وكان ما يقرب من 26 مليون شخص في جنوب غرب الولايات المتحدة يترقبون تعرض المناطق التي يعيشون فيها لفيضانات. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة الماضية إن الهيئة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (فيما) "نقلت طواقم العمل والإمدادات إلى المنطقة في إطار إجراء احترازي". وأضاف: "على جميع الموجودين في مسار العاصفة اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستماع إلى توجيهات الدولة والمسؤولين المحليين".
وتترقب المكسيك هبوب عاصفة استوائية في أجزاء من البلاد، ووضعت الحكومة 18 ألف جندي في حالة استعداد للمساعدة في جهود الإنقاذ. ومع اقتراب العاصفة، غير دوري البيسبول الرئيسي مواعيد ثلاث مباريات في جنوب كاليفورنيا في حين أجلت شركة سبايس إكس إطلاق صاروخ من قاعدتها على ساحل وسط كاليفورنيا حتى يوم الاثنين المقبل على الأقل.
كما أغلقت هيئة الحدائق الوطنية حديقة جوشوا تري ومحمية موجايف الوطنية - وكلاهما في كاليفورنيا - للحيلولة دون إصابة أي من الزائرين بأذى إذا علق أي منهم في تلك الحدائق بسبب الفيضانات المحتملة. ويوفر المسؤولون المحليون في المدن في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك في ولاية أريزونا، أكياس الرمل للسكان الذين يسعون لحماية منازلهم من مياه الفيضانات حال حدوثها.
وتعتبر الأعاصير والعواصف الاستوائية من الظواهر الشائعة إلى حد ما في المكسيك. لكن آخر مرة وصلت فيها عاصفة استوائية إلى اليابسة في جنوب كاليفورنيا كانت في لونغ بيتش عام 1939. ويقول الخبراء إن تغيرات الطقس غير الطبيعية التي تعاني منها الولايات المتحدة - والعديد من المناطق في جميع أنحاء العالم - تتأثر بالتغير المناخي الذي يسببه الإنسان. وفي أعقاب الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، يوليو/ تموز 2023 الماضي، شب حريق الغابات الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث عبر هاواي في 8 أغسطس/ آب الجاري، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 111 شخصا.