مسلسلات رمضان 2024
حين قصفت واشنطن موسكو.. وكادت تتسبب بحرب عالمية
18/08/2023

ما بين عامي 1950 و1953، عاش العالم على وقع أحداث الحرب الكورية التي اندلعت عقب غزو كوريا الشمالية، المدعومة من الاتحاد السوفيتي والصين، أراضي جارتها الجنوبية. وقد استمرت هذه الحرب لأكثر من 3 سنوات مسفرة عن وقوع ما يزيد عن مليوني قتيل. وبينما دعمت موسكو وبكين بيونغ يانغ بالعتاد والمتطوعين، اتجهت واشنطن وحلفاؤها للتدخل بشكل مباشر بهذه الحرب عن طريق إرسال مئات الآلاف من الجنود. ففي خضم هذه الحرب، تناقلت وسائل الإعلام العالمية عام 1950 وقائع حادثة فريدة من نوعها. فبدون قصد، خرقت الطائرات الأميركية المجال الجوي السوفيتي قبل أن توجه ضربة جوية لأحد المواقع العسكرية السوفيتية متسببة بذلك في تزايد حدة التوتر بين موسكو وواشنطن.

حين قصفت واشنطن موسكو.. وكادت تتسبب بحرب عالمية صورة رقم 1

قصف القاعدة السوفيتية
قبل فترة سبقت بداية النزال الجوي بين طياري نورث أمريكان إف-86 سابر (North American F-86 Sabre) الأميركية وميغ 15 السوفيتية بسماء شبه الجزيرة الكورية، عاشت قاعدة سوخايا ريشكا (Sukhaya Rechka) الجوية السوفيتية على وقع حالة من الهدوء حيث مارس العاملون بهذه القاعدة الجوية إجراءات روتينية لحدود يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 1950. وعلى الرغم من تواجد قاعدتهم الجوية على بعد مئات الكيلومترات من ساحات القتال بشبه الجزيرة الكورية، لم يتوقع المسؤولون بسرب المقاتلات 82 السوفيتي، المتمركز بهذه القاعدة، تعرضهم لهجوم أميركي مباغت دون إعلان حرب.

حين قصفت واشنطن موسكو.. وكادت تتسبب بحرب عالمية صورة رقم 2

فأثناء توجههم لقصف القاعدة الجوية الكورية الشمالية بشونغجين (Chongjin) بأقصى شمال كوريا الشمالية يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 1950، أخطأت طائرتان أميركيتان من نوع لوكهيد ب 80 (Lockheed P-80)، بسبب الضباب والسحب، هدفهما واتجهتا لخرق المجال الجوي السوفيتي قبل أن تجدا نفسيهما بالقرب من قاعدة سوخايا ريشكا القريبة من فلاديفوستوك (Vladivostok). وأثناء تحليقهما بالقرب من القاعدة السوفيتية، احتار الطياران حول طبيعة موقع القصف حيث لم تكن قاعدة سوخايا ريشكا شبيهة بصور القاعدة الكورية الشمالية التي شاهدوها. وبالتزامن مع ذلك، لاحظ الطياران الأميركيان رموزا وطائرات شبيهة بتلك التي استخدمها الكوريون الشماليون لقصف كوريا الجنوبية. وأمام هذا الوضع، فضّل الطياران الأميركيان إلقاء قنابلهما على هذه القاعدة الجوية وتدميرها قبل مغادرة المكان.

حين قصفت واشنطن موسكو.. وكادت تتسبب بحرب عالمية صورة رقم 3

احتجاج سوفيتي
وعلى الرغم من عدم سقوط ضحايا، أسفرت عملية القصف عن تدمير ستة طائرات سوفيتية كان جلها من نوع بال ب 63 كينغ كوبرا (Bell P-63 Kingcobra)، الأميركية الأصل، التي حصل عليها السوفيت سابقا ضمن مساعدات عسكرية أميركية خلال الحرب العالمية الثانية. هذه الحادثة أثارت غضب موسكو التي لم تتردد في إعلان حالة الطوارئ تزامنا مع إرسالها عددا كبيرا من طائرات ميغ 15 نحو شرق البلاد. وبالأيام التالية، قدمت السلطات السوفيتية احتجاجا رسميا للأمم المتحدة أدانت من خلاله القصف الأميركي لمواقعها.

حين قصفت واشنطن موسكو.. وكادت تتسبب بحرب عالمية صورة رقم 4

مع سماعها لخبر الهجوم الخاطئ والاحتجاج السوفيتي، سارعت الإدارة الأميركية بفتح تحقيق بالحادثة. وبالفترة التالية، أكد الأميركيون على حصول خطأ معتبرين حادثة القصف عرضية وغير مقصودة. يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 1950، قدم الرئيس الأميركي هاري ترومان اعتذاره للجانب السوفيتي حول الحادثة. وبالتزامن مع ذلك، مثل الطياران الأميركيان، اللذان تورطا بالحادثة، أمام محكمة عسكرية. وبناء على ذلك، تم نقل هذين الطيارين نحو قواعد جوية أخرى بكل من اليابان والفلبين. من جانبها، قبلت موسكو اعتذار الأميركيين تزامنا مع حديثها عن هجوم أميركي كان الهدف منه جرّ الاتحاد السوفيتي لدخول الحرب الكورية بشكل مباشر.

حين قصفت واشنطن موسكو.. وكادت تتسبب بحرب عالمية صورة رقم 5

حين قصفت واشنطن موسكو.. وكادت تتسبب بحرب عالمية صورة رقم 6