يوم 5 مارس 1953، فارق القائد السوفيتي جوزيف ستالين الحياة عن عمر يناهز 74 عاماً عقب إصابته بسكتة دماغية. فخلال السنوات التي سبقت وفاته، عانى ستالين من مشاكل صحية عديدة، حيث أصيب بانسداد عند مستوى عضلة القلب بسبب إدمانه على التدخين. ومع وفاته، طوى الاتحاد صفحة ستالين الذي حكم الاتحاد السوفيتي بقبضة من حديد على مدار أكثر من ربع قرن تسبب خلالها في وفاة عشرات ملايين الأشخاص.
اجتثاث الستالينية
ضمن عملية اجتثاث الستالينية التي أطلقها نيكيتا خروتشوف (Nikita Khrushchev) منذ منتصف الخمسينيات، ذهل المواطنون السوفييت عند سماعهم للفظائع الستالينية التي ارتكبت خلال العقود الماضية حيث اكتشف الجميع حينها حقيقة التطهير العظيم خلال الثلاثينيات وحقيقة الأنشطة التي مارسها جهاز مفوضية الشعب للشؤون الداخلية ومعسكرات العمل القسري التي توفي بها عدد كبير من المعتقلين.
وبعد مضي حوالي 5 سنوات فقط عن الخطاب الذي ألقاه خروتشوف بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي والذي أدان من خلاله سلفه ستالين، اتفق المسؤولون السوفييت في أكتوبر 1961 على ضرورة إبعاد جثة ستالين وإخراجها من ضريح فلاديمير لينين بهدف دفنها بمكان آخر. وأثناء المؤتمر الثاني والعشرين للحزب الشيوعي عام 1961، تحدثت مناضلة سوفيتية عن رؤيتها للينين بأحد أحلامها مؤكدة على انزعاج الأخير من تواجد جثة ستالين إلى جانبه.
إعادة الدفن
بشكل سريع يوم 31 أكتوبر 1961، قرر المسؤولون السوفييت نقل جثة ستالين لدفنها بمكان آخر بعيداً عن لينين. وخلال نفس ذلك، اليوم نفّذ القرار على عجل عقب قيام عدد من العمال بحفر حفرة كبيرة قرب جدار الكرملين بموسكو. وبعيداً عن أنظار الجميع، استخرجت جثة ستالين المحنطة والمحفوظة بشكل جيد، لتنقل نحو المخبر القريب من ضريح لينين. ولاحقاً، تكفل نحو 30 عنصراً من المخابرات والعسكريين السوفييت بمهمة نقل الجثة التي وضعت داخل صندوق خشبي، خارجاً، دون حضور أي من أقرباء ستالين، لتدفن بالحفرة عند جدار الكرملين. وقبيل عملية الدفن، انتزع المسؤولون السوفييت جميع الأوسمة والشارات الموجودة على ثياب ستالين كما عمدوا أيضاً لاقتلاع كل الأزرار الذهبية المثبتة على سترته. وعلى إثر عملية إعادة دفنه، تحول ستالين لأول شخص يدفن عند جدار الكرملين بدون مراسم جنائزية رسمية.
إلى ذلك، مرت عملية إعادة دفنه مرور الكرام على المواطنين السوفييت الذين لم يكترثوا لذلك. فبالأيام التي سبقتها، عاش الاتحاد السوفيتي على وقع نجاح تجربة قنبلة القيصر، فيما تجاهلتها الصحف السوفيتية ولم تعرها أي اهتمام يذكر.